يعد الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين من أهم علماء المسلمين في القرن العشرين نظرًا لكثرة إسهاماته العلمية وشهرته الكبيرة في المملكة العربية السعودية.
محمد بن صالح بن عثيمين
اسمه أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سلميان بن عبد الرحمن العثيمين الوهيبي التميمي، ولد عام 1929 في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية، وجده اسمه عثمان ولكنه شهرته عثيمين وهو لقب العائلة الذي تنسب إليه.
ونشأ محمد بن صالح بن عثيمين في أسرة متوسطة الحال حيث كان والده تاجرًا يعمل ما بين الرياض وعنيزة، وتعلم القرآن علي يد جده لأمه، ثم تعلم الكتابة وشئ من الأدب والحساب، والتحق بإحدى المدارس وحفظ بعض المتون في الفقه والحديث، وكان يدرس علي يد الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي والذي كلفه بالتدريس للمبتدئين.، ويعد السعدي هو مرجعه الأول في المنهج والتأصيل وطريقة التدريس.
واتصل محمد بن صالح بن عثيمين مع عبد العزبز بن باز، حيث قرأ عليه صحح البخار وبعضًا من رسائل بن تيمية، ويعد بن باز هو مرجعه الثاني في التحصيل وتأثر به بشكل كبير.
وتخرج محمد بن صالح العثيمين من المعهد العلمي، ثم تابع دراسته الجماعية حتى نال الشهادة الجامعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في مدينة الرياض، كما أنه كان أحد المشاركين في إذاعة القرآن الكريم بالسعودية وخاصة في برنامج نور على الدرب.
مسيرته العلمية
عمل محمد بن صالح بن عثيمين في الجامع الكبير في مدينة عنيزة وكان ذلك في عهد شيخه السعدي، وتولى الخطابة والإمامة بعد وفاة شيخه، وانتقل لإعطاء الدروس في المسجد الكبير بعد أن أصبح له طلاب كثر.
واستمر محمد بن صالح العثيمين في التدريس في المعهد العلمي وشارك في وضع الخطط والمناهج لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وكلية الشريعة وذلك حتى وفاته.
وأعطى محمد بن صالح العثيمين الدروس الدينية في المسجد الحرام والمسجد النبوي بما فيها شهر رمضان ومواسم الحج، وترأس جمعية تحفيظ القرآن منذ تأسيسها في السعودية.
وحصل محمد بن صالح بن عثيمين علي جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلامة، بعد أن تم تقييمه بأنه انتفع به الكثير من الناس بأخلاقه وعلمه وما عرف عنه من ورع وزهد خلال إلقاء المحاضرات في السعودية وخارجها.
مؤلفات بن عثيمين
عرف عن الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين العديد من الصفات الجيدة بما جعله قدوة لكثير من الفئات العمرية ومرجعًا علمية لطلاب العلم، ولذلك كان هناك إقبال علي خطبه ومحاضراته.
وبلغت مؤلفات بن عثيمين نحو مائة وواحد وعشرين كتابا في العديد من الأقسام العلمية كتحرير الفتاوى والأجوبة في التأصيل العلمي والخطب والرسائل وغيرها، وسجلت له العديد من الدروس في تفسير القرآن وشرح السيرة النبوية والمتون الشرعية، وقام بنشر كتبه مجانًا.
وتوفي الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في يناير من عام 2001 بعد معاناة من مرض السرطان.