القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي ، هو أحد رواد وأشهر القراء المصريين خلال القرن الماضي، واشتهر بصوته المتميز حتي أطلق عليه صاحب المدرسة المنشاوية في القراءة بعد والده.
محمد صديق المنشاوي
ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي عام 1919، بقرية البواريك بمدينة المنشأة بمحافظة سوهاج، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، وعلمه والده الشيخ صديق المنشاوى فن قراءة القرآن الكريم خاصة أن والده كان صاحب المدرسة المنشاوية في القراءة والتي تعلم منها الشيخ محمد صديق المنشاوي وطور فيها بما يناسبه بالشكل الذي جعله أحد أشهر القراء المصريين، كما أنه اشتهر بلقب “الصوت الباكي”.
تزوج محمد صديق المنشاوي مرتين وأنجب من زوجته الأولى أربعة أولاد وبنتين، وأنجب من زوجته الثانية خمسة أولاد وأربع بنات، وتوفي في عام 1966 بعد أن عاني من مرض دوالي المرئ لمدة ثلاث سنوات ورغم ذلك لم يمنعه المرض من قراءة القرآن.
شهرة محمد صديق المنشاوي
نظرًا لنجاحه وشهرته قال عنه الشيخ محمد متولي الشعراوي، “إنه ورفاقه المقرئون يركبون مركبًا ويبحرون في بحر القرآن الكريم ولن يتوقف هذا المركب حتى يرث الله الأرض ومن عليها”.
نظرًا لجمال صوته وعذوبته وانفراده بأسلوب خاص، وإتقانه للمقامات والانفعال مع معاني الآيات القرآنية، ذاع صيت الشيخ محمد صديق المنشاوي ولقى قبولًا واسعًا في أنحاء العالم الإسلامي، ولذلك فللشيخ المنشاوي تسجيل للقرآن الكريم كاملًا، كما تم تسجيل العديد من القراءات له في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجلت له إذاعة القرآن الكريم ختمة قرآنية مجودة، كما أنه مشارك مع الشيخين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي في قراءة مشتركة برواية الدوري.
مواقف في حياة محمد صديق المنشاوي
وحكي الشيخ محمد صديق المنشاوي لبعض المقربين منه أنه تعرض في عام 1963 لمحاولة اغتيال بالسم، حيث كان مدعوًا لإحدى السهرات وبعض انتهاءه من التلاوة، أخبره الطباخ أنه وضع له السم في الطعام بطلب من أحد الأشخاص وطلب منه ألا يفشي سره، ولذلك رفض الشيخ تناول الطعام وانتهى الأمر.
وفي موقف آخر، رفض الشيخ محمد صديق المنشاوي دعوة وجهها له أحد الوزراء، حيث قال له سيكون لك الشرف الكبير بحضور حفل للرئيس جمال عبد الناصر، وفاجئ الشيخ المنشاوي الوزير قائلًا سيكون الشرف للرئيس عبد الناصر عندما يستمع للقرآن بصوت المنشاوي، ورفض الدعوة قائلًا لقد أخطأ عبد الناصر حينما بعث إليه بأسوء رسله.
وبسبب شهرة الشيخ محمد صديق المنشاوي دعاه مسؤولون في الإذاعة المصرية للتقديم في اختباراتها وفي حال اجتيازه سيتم التسجيل له في الإذاعة، ولكن رفض المنشاوي هذا الأمر حيث أنه لا يقبل أن يعقد له مثل هذا الامتحان، وليس في حاجة لشهرتها، ولذلك انتقلت الإذاعة لإحدى حفلاته الرمضانية بإسنا وسجلت تلاوته، وبعد هذه الحادثة وافق المنشاوي بعد إلحاج من اللواء عبد الفتاح الباشا أن ينتقل للإذاعة ليستكمل تسجيلاته كقارئ بها، ورغم ذلك فإن عائلته في عام 1980 اكتشفت أنه تم محو الكثير من تسجيلاته وتسجيل أشياء أخرى عليها.