يصنف المجهر الإلكتروني على أنه واحد من أهم الاختراعات الحديثة، ما يلزمنا بالتوجه بالشكر إلى مخترع المجهر الإلكتروني على هذا الاختراع العظيم.
المجهر الإلكتروني
ويأتي المجهر الإلكتروني على قائمة أكثر المجاهر من حيث الدقة والكفاءة على الإطلاق. والمجهر الإلكتروني هو جهاز يستعمل في تكبير وتعظيم حجم المجسمات المتناهية الصغر من خلال مجموعة من الإلكترونات التي اشتق اسمه منها.
كذلك يصنف المجهر الإلكتروني على أنه واحد من أكثر المجاهر تعقيدا، ويتطلب استخدامه درجة عالية من الكفاءة والخبرة. وتتعدد استخدامات المجهر الإلكتروني في نطاق العلوم والأبحاث والدراسات البيولوجية. كما كان المجهر الإلكتروني سببا رئيسا في ظهور مجموعة من الاختراعات والاكتشافات العلمية والطبية. وإن أردنا الإنصاف، فإن الفضل يعود إلى مخترع المجهر الإلكتروني الذي سنتعرف عليه في هذه السطور.
من هو مخترع المجهر الإلكتروني ؟
تحدثنا في الفقرة السابقة عن كون المجهر الإلكتروني من أكثر المجاهر أهمية وتعقيدا. ما يترجم أهمية وتعقيد مهمة مخترع المجهر الإلكتروني وما بذله من جهد للوصول إلى هذا الاختراع.
وقد مر اختراع المجهر الالكتروني بمرحلتين متتاليتين، بدأت الأولى في العام ألف وتسعمائة وست وعشرين من الميلاد (1926 م)، على يد المخترع الألماني هانز بوش. وقد تمكن هانز بوش من لتوصل إلى اختراع أول عدسة كهرومغناطيسية في ذلك العام. وبعد أن أنهى هانز بوش اختراعه، قرر التقدم بطلب من أجل الحصول على براءة اختراع ليسجل نفسه كأول من اخترع المجهر الإلكتروني. لكن لم يكن للمخترع الألماني ما أراد، فلماذا يا ترى؟
يرجع السر وراء فشل هانز بوش في تسجيل براءة اختراعه وكتابة اسمه كمخترع المجهر الإلكتروني، إلى أنه لم يبن مجسما للجهاز. وقد حرمه ذلك من تسجيل اسمه على أنه مخترع المجهر الإلكتروني.
مخترع المجهر الإلكتروني الرسمي
المرحلة الثانية من اختراع المجهر الإلكتروني جاءت على يد العالم الفيزيائي المجري الأمريكي ليو زيلارد. وربما لا يعرف الكثيرون أن ليو زيلارد أكبر إسهاماته هي اختراع المفاعل النووي، بالإضافة إلى تطوير القنبلة النووية أثناء الحرب العالمية الثانية.
وقد تمكن ليو زيلارد من تحقيق ما فشل فيه هانز بوش، حيث نجح زيلارد في الحصول على براءة اختراع أول مجهر إلكتروني، ليسجل نفسه على أنه مخترع المجهر الإلكتروني بشكل رسمي.
مخترع أول نموذج للمجهر الإلكتروني
وفي العام ألف وتسعمائة وواحد وثلاثين ميلاديا (1931 م) تمكن كلا من الفيزيائي الألماني إرنست روسكا والمهندس الكهربائي ماكس نول، من صناعة أول مجهر إلكتروني. وكان المجهر الذي توصل إليه روسكا ونول بقوة تكبيرة تصل إلى 400 مرة.
ثم في العام ألف وتسمعائة وثلاثة وثلاثين ميلاديا (1933 م) نجح إرنست روسكا في صناعة نموذج أكثر تطورا من المجهر الذي سبق وصنعه قبل عامين. وتمكن روسكا من مضاعفة قوة تكبير المجهر هذه المرة وجعل دقته أكبر.