ترغب كل فتاة من معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي في نسيان هذه الأزمة التي مرت بها تماما وكأنها لم تحدث في حياتها على الإطلاق ولكن هذه المهمة لم تكن بالشيء السهل على الإطلاق فهي تحتاج لبذل مجهود كبير وربما تحتاج أيضا للعلاج النفسي كي تعود الفتاة الضحية إلى حالتها الطبيعية وتستطيع مواصلة حياتها العملية أو الدراسية ولذلك سوف نعرض إليكم في هذا الموضوع كيفية علاج الأشخاص الذين كانوا ضحية الإعتداء الجنسي.
الاعتداء الجنسي
وعندما يتعرض الإنسان لحادثة مروعة مثل حادثة الاعتداء الجنسي تكون لديه رغبة شديدة في الانفصال عن الواقع تماما ومحاولة نسيانه وابعاده عن ذاكرته ولكن الكثير من الدراسات تؤكد أن الجهد المبذول من ضحايا الاعتداء الجنسي لنسيان ماتعرضوا إليه يفشل في كثير من الأحيان كما أنه يزيد من الشعور بالعزلة والقلق ولذلك فإن السلطات تطلب من هؤلاء التوجه فورا لمركز المساعدة وأجهزة الدعم المختلفة للمساهمة في التعامل مع هذا الاعتداء.
معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي
وتقوم أجهزة الدعم بدعوة ضحايا الاعتداء الجنسي للتوجه إليها في أقرب وقت ممكن بعد وقوع الحادثة حتى يستطيعون تقديم العلاج الفعال لتلك الحاللات وحتى لا تتراكم لدى الضحايا العديد من المشاكل التي تحتاج الكثير من الوقت لعلاجها.
وتقدم أجهزة الدعم مجموعة واسعة من برامج المساعدة من أجل ضحايا الاعتداءات الجنسية كي لايضطروا لمواجهة الحدث العنيف الذي تعرضوا إليه بمفردهم وربما يجد من يتعرضوا لمثل هذه الحوادث بصعوبة في الكشف عن أنفسهم وفي هذه الحالة بإمكانهم الاستعانة بخطوط الطوارئ التي تسمح لهم بالبقاء مجهولي الهوية.
مراكز دعم معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي
وتقوم مراكز المساعدة بتقديم أشياء تساهم في علاج ضحايا الاعتداء الجنسي من خلال طرق عدة مثل:-
إن كانت الضحية قاصر فإنهم يقومون بمساعدتها ومرافقتها إلى الشرطة وتقديم الشكوى ففي الكثير من الحالات تريد الضحية تقديم الشكوى بمن اعتدى عليها ولكنها لا تعرف كيف يتم ذلك.
تقوم هذه المراكز أيضا بتقديم المساعدة الطبية إذا لزم الأمر ويقوم أيضا بجمع المعلومات عن الضحية بهدف معالجتها في الحاضر والمستقبل ويتعلق العلاج الذي يقدمه المركز بنظم الدعم المتاحة له وتحديد طبيعة الضرر والصعوبات التي قد تواجههم وغيرها من الأمور الأخرى التي من شأنها أن تساهم في مساعدة من يتعرض لمثل هذه الحوادث.
وإذا كان الأمر يتعلق باعتداء جنسي لمرة واحدة وتوافرت منظومة دعم قويه من الأسرة والأصدقاء فإن المركز يقدم مساعدة قصيرة الأجل ومن الممكن أن تكون هذه المساعدة مفيدة في مواجهة الأعراض المرافقة للاعتداء الجنسي مثل مرحلة ما بعد الصدمة أو استعادة الذكريات أو الكوابيس أو الخوف.
وهناك طرق عدة للعلاج قصير الأمد مثل الانكشاف المتواصل أو العلاج المعرفي السلوكي وهذه الطرق تركز على أعراض ما بعد الصدمة والتحليل الحسي لها وتركز أيضا على اكتساب مهارات التهدئة الذاتية وكيفية التعامل مع الشعور بالذنب بالإضافة إلى الفهم الصحيح للحياة الجنسية.
أما الحالات التي يكون فيها الاعتداء وقع منذ فترة طويلة يجرى التركيز على علاج لتأثير الحدث على العلاقات الشخصية الخاصة بالضحية.
عندما تمر فتاة بحادثة مريرة مثل حادثة الاعتداء الجنسي ليست فقط وحدها من تكون في حالة صدمة ولكن عائلتها أيضا ربما تعاني من نفس هذه الحالة لذلك يمكن أن يتم التوجه لمراكز الدعم لتلقي الاستشارة العائلية التي تشكل عامل مهم للغاية في التعامل مع الحدث ومن الضروري أن ندرك جيدا أن الضحية لا تواجه هذه الحادثة وحدها فأفراد أسرتها يواجهونها أيضا منذ اللحظة التي علموا بها بهذه الواقعة المريرة.
ويجب أن يتم الأخذ في الحسبان مختلف العوامل التي تؤثر على التعامل مع الموضوع مثلا هل حدث الاعتداء الجنسي كان لمرة واحدة أو لفترة طويلة هل كان الشخص المعتدي معروفا من قبل الأسرة أم أنه شخصا غريبا ويتم معرفة أيضا عمر وجنس الضحية بالإضافة إلى حالتها الصحية والنفسية وغيرها من الأمور الهامة التي يجب معرفتها لمحاولة تقديم العلاج والدعم لها فهذه العوامل من الممكن أن تؤثر بشكل كبير في كيفية تعامل الأسرة مع الحدث وعلى العلاقات داخل الأسرة وكل ذلك أيضا يتوقف على الأمور الدينية وموقف العائلة من القضايا الجنسية وأصول العائلة وغيرها.
دور العائلة في دعم معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي
ويسمح التوجه لتلقي إرشاد عائلي للبدء في عملية إعادة تأهيل الأسرة كما أنه يشكل قاعدة لتحليل الحدث ممن الناحية العاطفية حيث تتلقى العائلة خلال مرحلة الاستشارة الإرشاد والمساعدة للتعامل مع الحدث وللتعامل أيضا مع الشخص المتضرر الذي تعرض للاعتداء.
تعد مرحلة الاستشارة العائلية من المراحل الضرورية للغاية لأنها تهدف محاولة إعادة العائلة إلى حياتها الطبيعية بعد مرور أحد أفرادها بتجربة قاسية كما تساهم في تعريف أفراد العائلة السبل الصحيحة للتعامل مع المشاعر المختلفة التي يشعرون بها مثل الشعور بالذنب الذي ينتابهم حيث يعتقدون بأنهم إذا حرصوا على الشخص الذي تعرض للاعتداء ماكان تعرض لمثل هذه الواقعة.
ويعد الاعتداء الجنسي واحدا من أكثر المشاكل الشائعة على مستوى العالم حيث يتعرض له حوالي 9.2٪ شخصا سنويا وفقا لتقرير صدر عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة ويشمل هذا الرقم 1 من كل 5 نساء و1 من كل 20 رجل.
وغالبية الأشخاص يتعرضون لهذا الإيذاء من قبل شخص يعرفونه سواء إن كان صديق أو شخص مقرب من العائلة ويساعد العلاج في الشفاء والتعافي من المشاكل التي يقابلها الضحية بعد تعرضه لهذه الحادثة.
ويعتبر الاعتداء الجنسي هو شكل من أشكال العنف الجنسي بما في ذلك اللمس غير المرحب به والاغتصاب والتحرش الجنسي وهو يحدث في أي عمر وليس مرتبطا بالعرق أو الدين أو الجنس أو الميول الجنسي.
العلاج السلوكي
ويعد علاج ضحايا الاعتداء الجنسي بواسطة العلاج السلوكي المعرفي من أفضل العلاجات لضحايا هذا الاعتداء على الإطلاق حيث يساعد الضحايا على ترك طرق التفكير السلبية التي تسيطر على أفكارهم بعد التعرض للإعتداء كما يجعلهم قادرون على التعامل مع الظروف الحاضرة فمثلا ربما تعتقد المرأة التي تعرضت للإيذاء أن جميع الرجال يؤذونها مما يجعلها تتجنب الدخول في علاقات رومانسية محتملة.
ويستطيع الطبيب النفسي تسهيل العلاج المعرفي السلوكي في مراجعة الأفكار السلبية واستبدالها بأفكار إيجابية وهذا العلاج يفسح المجال للعلاج المنطقي الذي يعتمد على المدى القصير ويكون فعالا للغاية إذا كانت الضحية مستعدة للتغير.
ويمكن علاج ضحايا الاعتداء الجنسي عن طريق إزالة التحسس وإعادة المعالجة عن طريق حركة العين وهي طريقة علاجية يتم فيها استخدام حركات العين في محاولة لإعادة توصيل الدماغ والتأثير عليها من أجل معالجة الحدث الصادم عن طريق تغيير حركات العين بحيث يمكن للمخ أن يراجع الحدث ويواجه الصدمة ويصلح من ردة الفعل.
ويمكن العلاج أيضا من خلال التحدث في الموضوع أو مواجهة الشخص الذي ارتكب جريمة الاعتداء فعندما يفصح من تعرض لهذه الأزمة عن مايشعر به وعن الأفكار السلبية التي تدور في ذهنه ويقول مافي قلبه من الممكن أن يساعد ذلك الأمر في أن يكون إنسان متصالح مع الواقع وأن يجتاز هذه الأزمة شيئا فشيئا حتى يستطيع أن يعيش حياة طبيعية.