معركة أنطاكية وانتصار المسلمين في شهر رمضان

3 سبتمبر 2024
معركة أنطاكية وانتصار المسلمين في شهر رمضان

شهد اليوم الرابع من رمضان في عام 666 من الهجرة، انتصار القائد الظاهر ركن الدين بيبرس في معركة أنطاكية حيث نجح في بسط سلطة الدولة المملوكية المصرية وتحرير أنطاكية.

معركة أنطاكية

فتح المسلمون مدينة أنطاكية في عهد الخلافة الراشدة وبالتحديد في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لتكون من أوائل المدن التي دخلها نور الإسلامي، وظلت تابعة للدولة الإسلامية حتى سقطت في يد الصليبيين في عام 491 هجرية، وكانت محل استهداف كبير من الصليبيين نظرًا لموقعها الاستراتيجي وكونها حلقة وصل بين بلاد الشام وبلاد الروم، بالإضافة لأهميتها الدينية، وظلت كذلك حتى نجح المسلمون في استعادتها من خلال معركة أنطاكية في عام 666 من الهجرة.

وبعد دخول الصليبيين لمدينة أنطاكية أزالوا كل الآثار الإسلامية التي كانت موجودة، فيها وتم تحويل المساجد إلى كنائس، وكان هناك أذى شديد للمسلمين، وكان هناك اهتمام صليبي بتحصين المدينة بشكل كبير ولذلك تم إنشاء سور بلغ طوله اثنى عشر ميلًا، وكان يضم مائة وستة وثلاثين برجًا تضم ألف شرفة، لتكون من أشد المدن في ذلك الوقت تحصينًا وقوة، وهو ما كان يصعب معركة أنطاكية وتحريرها بشكل كبير على المسلمين.

سير معركة أنطاكية

وحتى انتصار المسلمين في معركة أنطاكية بقيادة الظاهر بيبرس، كانت أنطاكية مستعمرة صليبية لمدة بلغت مائة وسبعين عامًا، حتى هيأ الله القائد بيبرس لقيادة المسلمين لتحريرها انطلاقها من الدولة المملوكية في مصر، وكان التمهيد لمعركة أنطاكية وفتحها هو فتح كافة المدن التي تقع في الطريق إليها وعزلها عن محيطها وقطع كافة الإمدادات عنها.

وخرج بيبرس بجيشه من مصر متوجهًا لفلسطين بعد انتهاء المعاهدة مع الحاكم الصليبي في يافا، ولم يكن كغيره من القادة الذين لا يهتمون لهذا الأمر، وقد نجح في استعادة يافا وطرابلس، ووصل في النهاية لمدينة أنطاكية في مستهل شهر رمضان عام 666 هجرية، وقد قسم جيوشه لثلاث فرق تم توزيعها حول المدينة لإحكام الحصار ومنها وصول أي مدد إليها، ولم يتسطع الصليبيون مقاومة جيش بيبرس لتكون معركة أنطاكية في النهاية ويتمكن جيش بيبرس من دخولها والسيطرة عليها.

أهمية الانتصار في معركة أنطاكية

ومثلت معركة أنطاكية وسقوطها في يد المسلمين حدثًا مهمًا ومرحلة فاصلة في الحروب الصليبية، حيث انقطعت صلة الصليبيين بأرمينيا الصغرى وصارت مصالح الصليبيين في الشام مهددة ولم يبقى لهم سوى مملكة قبرص الصليبيية، ومثلت الانتصار في معركة أنطاكيا بالنسبة للمسلمين الانتصار الأعظم بعد معركة حطين حيث باتت لهم مهابة كبيرة في قلوب أعدائهم.

وأكدت معركة أنطاكية مكانة القائد الظاهر بيبرس كقائد ألمعي، استطاع توحيد البلاد بعد الفرقة، وكون حكومة قوية موحدة شملت كل من سوريا ومصر والنوبة وأطراف العراق وبلاد الحجاز، وكان يسعى لما هو أكثر من ذلك حيث كان يريد إعادة توحيد الدولة الإسلامية بالكامل.