معركة القادسية هي إحدى أهم المعارك التي شهدها التاريخ الإسلامي، وكان انتصار المسلمين فيها إشارة لإنتهاء الإمبراطورية الفارسية وتوسع الدولة الإسلامية في العراق وسيطرة المسلمين عليها لضمان أمن المسلمين.
معركة القادسية
وقعت معركة القادسية في العام الخامس عشر من الهجرة النبوية، وكان جيش المسلمين بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، بينما كان جيش الفرس بقيادة الإمبراطور الفارسي رستم فرخاذ، ودارت المعركة في منطقة القادسية بالعراق، وقد انتهت بهزمية الإمبراطورية الفارسية مقتل الإمبراطور رستم.
وجاءت معركة القادسية كنتيجة للصدام العسكري المستمر بين المسلمين والفرس خلال خلافة أبي بكر الصديق، حيث كان المعارك مستمرة بين الجانبين دون حسم رغم انتصار المسلمين في معرمة البويب ولكن الفرس لم يخرجوا من العراق وظلوا مسيطرين عليها بشكل سياسي وعسكري وهو ما مهد الطريق لمعركة القادسية الحاسمة للقضاء على الوجود الفارسي في بلاد العراق وضمان الأمان للمسلمين والانطلاق نحو التوسع في الدعوة الإسلامية في أنحاء العالم.
أحداث معركة القادسية
في إطار الصدام العسكري المستمر بين المسلمين والفرس كانت هناك مفاوضات بين الجانبين تقضي بإنهاء الصدام من خلال الحلول السلمية ولكن كانت هناك سلبية كبيرة من الفرس في هذه المفاوضات، ولكن نجح المسلمون في إرسال الرسل لقادة الفرس للدعوة الإسلامية وإقامة الحجة عليهم.
وكانت بداية المعركة مع عبور الجيش الفارسي بقيادة رستم لنهر العتيق ليكون مقابل جيش المسلمين على العتيق بما جعل الجيشين متواجدين ما بين الخندق والعتيق، وقد استعد سعد بن أبي وقاص لمواجهة جيش الفرس بصلاة الظهر وقرأ بعدها على المسلمين سورة الأنفال التي أنزلت عليهم السكينة والطمأنينة وشجعتهم على القتال في سبيل الله.
وكان سعد بن أبي وقاص يقيم في قصر قديم بين الجيشين يشرف منه على الناس حيث أنه لم يكن يستطيع المشاركة في المعركة بشكل مباشر بسبب الجروح الكثيرة التي كانت في جسده وجعلته يكتفي بالتخطيط والإشراف على معركة القادسية، بينما كان قائد الجيش هو خالد بن عرفطة العذري وكان هناك اعتراض من البعض على قيادته الجيش ولم يقبل سعد بن أبي وقاص بهذا الاعتراض ولذلك ألقى القبض علي المعترضين بقيادة أبو محجن الثقفي وحبسهم حتى لا يكون هناك أي خلل في صفوف الجيش وبث الفتنة بين الجنود.
نتائج معركة القادسية
انتهت المعركة بانتصار المسلمين علي الفرس، وأظهرت مصير العراق بالتبعية الكاملة للمسلمين واتساع رقعة نشر الإسلام حتى من بين جيش الفرس فقد اعتنق منهم نحو أربعة آلاف شخص بالإسلام بعد إنتهاء المعركة بالإضافة لقبائل العرب المقيمة على ضفاف نهر الفرات.
وكان انتصار المسلمين في معركة القادسية هو البداية لانتصارات المسلمين اللاحقة كفتح المدائن، ومعركة جلولاء، وقد غنم المسلمون الكثير من الغنائم من معركة القادسية وكان على رأسها راية فارس الكبرى المرصعة بالياقوت واللؤلؤ والتي تدل على انهيار دولة فارس.