معركة وادي لكة هي من أهم المعارك العسكرية قي تاريخ المسلمين، وقد انتصر فيها جيش طارق بن زياد على جيش القوطيين الضخم، وكانت مقدمة لفتح مدن الأندلس.
معركة وادي لكة
معركة وادي لكة سميت بهذا الاسم نسبة لنهر لكة والذي يعرف بالإسبانية باسم “جواديليتي”، وتسمى معركة وادي لكة أيضًا باسم “شذونة”، وأيضًا تعرف باسم “دي لا جونا دي لا خاندا”، وكانت هذه المعركة والتي انتصر فيها المسلمون في شهر رمضان عام 92 هـ الموافق لعام 711م.
أسباب معركة وادي لكة
المشهد في بلاد المغرب والأندلس قبل وقوع معركة وادي لكة، كان سيطرة الحكم الإسلامي على كافة المدن المغربية بقيادة موسى بن نصير، فيما ظلت مدينة سبتة التي تطل على البحر المتوسط حصنًا منيعًا للقوطيين في إسبانيا، ولم ينجح جيش موسى بن نصير في دخولها، وكان يحكم هذه المدينة حاكم يدعى “يوليان” وكانت هناك خلافات وصراعات بينه وبين ملك إسبانيا، صبت في مصلحة جيش المسلمين وكانت معركة وادي لكة بداية قوية لفتح الأندلس.
وقد عرض على طارق بن زايد تسليم مدينة سبتة وتمهيد الطريق للوصول للأندلس، مقابل الاستعانة بجيش المسلمين في مواجهة الملك رودريك، ووافق الخليفة الأموي الوليد بن عبدالملك على هذا الطلب وفق بعض الروايات، وكان ذلك بداية لمعركة وادي لكة.
وبدأ القائد موسى بن نصير التحضير لحرب القوط وفتح الأندلس بمساعدة الملك المخلوع وامبا في إسبانيا ويوليان في سبتة، وأرسل سرية استطلاع لمدينة طنجة في الأندلس وعادت بسلام، وتحمس موسى بن نصير بعد ذلك لفتح الأندلس، وأحضر جيشًا من 7 آلاف جندي ومقاتل من العرب كان على رأسه طارق بن زياد، وذلك في الطريق لمعركة وادي لكة.
وقوع المعركة
وتوجه جيش المسلمين من مدينة سبتة نحو مدينة قادس في الأندلس، ودخلها دون مقاومة تذكر، ثم اتجه لجبل طارق، وكانت المعركة في جبل طارق عنيفة أدت لوقوع الكثير من الخسائر في صفوف المسلمين، ولذلك أرسل موسى بن نصير مددًا لطارق بن زياد يقدر بنحو 5 آلاف جندي للمعاونة في فتح جبل طارق، والتي كانت تعرف باسم الجزيرة الخضراء، وذلك قبل وقوع معركة وادي لكة.
وبعد معرفة الملك رودريك بوصول جيش العرب المسلمين، جهز جيشًا كبيرًا قدر بنحو مائة ألف جندي قوطي لمواجهة جيش المسلمين بقيادة طارق بن زياد، وكان جيش المسلمين لا يتعدي قوامه 12 ألف جندي، وهو ما يجعل المعركة غير متكافئة، وقد أمد يوليان حاكم سبتة وفق الاتفاق بين الطرفين جيش المسلمين بعدد من السفن الحربية، ودارت المعركة بين الجانبين على ضفاف وادي لكة، وانتصر فيها جيش المسلمين انتصارًا ساحقًا، حيث قتل الملك رودريك وعدد من قادة الجيش وفر الباقين، وكان انتصار المسلمين في معركة وادي لكة له أثر كبير في فتح كافة المدن الأندلسية