يُعرّف النظام الاقتصادي بأنه مجموعة من العلاقات الاقتصادية والقانونية التي تحكم وتدير وتنظم حياة مجتمع اقتصادي في وقت معين ويؤثر هذا النظام على طبيعة العلاقات المتبادلة بين البشر والموارد المختلفة، وخاصة الموارد الطبيعية وأصبحت النظم الاقتصادية للدراسة والتطوير واحدة من أهم المجالات التي يفحص فيها الأخصائيون جمعياتهم المعقدة في العديد من المجالات والقطاعات الأخرى وترتبط مباشرة بالحياة العامة والخاصة وتهدف النظم الاقتصادية من مختلف الأنواع والخصائص إلى تلبية الاحتياجات الفردية المختلفة، من خلال استثمار الموارد المتاحة، بالإضافة إلى حل المشاكل المتعلقة بنقص الموارد وتنوع الاحتياجات الإنسانية ومن هنا ظهرت العديد من النظم الاقتصادية، أبرزها ما يلي.
النظم الاقتصادية الرئيسية
النظام الرأسمالي
يهدف في الأساس إلى تعظيم الأرباح ويتميز بمبدأ الملكية الفردية لوسائل الإنتاج واعتمادها المباشر على العرض والطلب والنظام الرأسمالي معروف أيضًا بمبدأ المنافسة الذي يتطور أحيانًا إلى احتكار والتي تعتمد على النظام الرأسمالي، ولديها ميزة وجود تدخلات بسيطة للغاية ومحدودة ووظائفها تقتصر على المهام العامة فقط، مثل توفير الأمن والحماية والدول الرأسمالية توسع مبدأ الحرية الاقتصادية.
النظام الاشتراكي
على عكس النظام الرأسمالي، فإن النظام الاشتراكي أكثر تحفظًا في العديد من القضايا الاقتصادية وملكية وسائل الإنتاج في الأنظمة الاشتراكية هي ملكية جماعية، والدولة لها دور أكبر في مختلف العمليات الإنتاجية وإن المجتمعات التي تبنت النظام الاشتراكي كنظام اقتصادي لديها معدل بطالة أقل من المجتمعات الرأسمالية، والمستويات الاقتصادية للناس تشبه مستويات الأنظمة الاقتصادية الرأسمالية التي تتميز بتفاوت كبير في الطبقات الاجتماعية بين الناس.
النظام المختلط
من الممكن أن نقول أن النظام المختلط هو مزيج من النظامين السابقين ففي هذا النوع من الأنظمة، يوجد القطاعان الخاص والعام جنباً إلى جنب في النشاط الاقتصادي للمجتمع وتلعب الدولة أيضاً دوراً هاماً ويرصد نشاط القطاع الخاص، إلى المستهلك ويمنعها من انتشار الاحتكارات التي يمارسها بعض المنتجين بالإضافة إلى ذلك، تهتم الدولة بمصالح المواطنين، خاصة أولئك المعرضين لخطر البطالة، وقد تؤدي إلى آثار سلبية خطيرة قد تعطل المجتمع.
النظام الإسلامي
النظام الاقتصادي الإسلامي طريقة اقتصادية تعتمد على الإسلام في استخدام الموارد لتلبية احتياجات الناس ويعرف الاقتصاد الإسلامي أيضاً بأنه نظام مرتبط بالدين الإسلامي والأخلاقيات، والذي يحتوي على مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تسهم في التحكم في السلوك الاقتصادي، وتحديداً في مجالات الادخار والإنفاق ومن التعريفات الأخرى للنظام الاقتصادي الإسلامي هو مجموعة القواعد التي تعتمد على أصول العقيدة الإسلامية من القرآن والسنة النبيلة والفقه، وجميعهم مهتمون بمتابعة العمل الاقتصادي داخل البيئة الاجتماعية.
خصائص النظام الاقتصادي
يتميز النظام الاقتصادي في الإسلام عن النظم الاقتصادية الأخرى بمجموعة متنوعة من السمات الخاصة، وأهمها:
- لا يشبه الاقتصاد الإسلامي أنواع الأنظمة الاقتصادية الأخرى، مثل الاقتصاد الاشتراكي أو الاقتصاد الرأسمالي، لأن نظام الاقتصاد في الإسلام يعتمد بشكل أساسي ومباشر على الشريعة الإسلامية.
- الاعتماد على العقيدة الإسلامية، لأن هذا النظام الاقتصادي يعتمد على الإسلام في صياغة مبادئه وقوانينه وجميع القواعد والتشريعات الخاصة به.
- يرتبط الاقتصاد الإسلامي بالأخلاق، التي تحافظ على القيم الأخلاقية الإسلامية، وهي الأمانة ومراعاة الحلال في جميع الأنشطة الاقتصادية.
- الاقتصاد الإسلامي قريب من الواقع فيهتم بطبيعة الحالة الاجتماعية والاقتصادية الفردية لدى الأفراد ولا تعتمد على أي تقديرات أو أوهام غير واقعية، كما هو الحال في النظم الاقتصادية الأخرى.
- الاقتصاد الإسلامي لا يهتم فقط بالتمويل المالي والمادي، لكنه يهتم أيضاً بالجوانب المعنوية والروحية التي تسهم في تلبية جميع احتياجات الناس، مثل العمل والتي هي واحدة من ضروريات الحياة للإسكان والتعليم والرعاية الصحية وغيرها.