يشير مفهوم الرعاية الاجتماعية بصفة عامة إلى كافة الأنشطة والخدمات التي يوفرها المجتمع لإشباع حاجات أعضائه، وتوفير حياة كريمة لهم خالية من صور المعاناة والألام أو المشكلات التي تعيقهم عن تنمية قدراتهم، وتحسين مستويات حياتهم، وتوفير الأمن والحماية لهم في حاضرهم ومستقبلهم، ويتضمن مفهوم الرعاية الخدمات والنظم التعليمية والصحية والتشريعية، وغيرها من النظم والمؤسسات التي تعمل بصفة رسمية (حكومية)، وتلك التي تقدم بصورة طوعية أو تلقائية كنشاط أهلى يقوم على أساس المساعدة المتبادلة بين الأفراد، لو أعضاء الجماعات المختلفة.
ولا يرتبط مفهوم الرعاية الاجتماعية برعاية جماعات غير القادرين فقط، کرعاية الفقراء، والأيتام، والأرامل، والضعفاء وذوي العاهات، وإنما يشتمل كذلك على رعاية القادرين من أبناء المجتمع أيضا، ورعاية الأطفال، والطلاب والعمال، والجنود وغيرهم بما يساعد على حمايتهم من التعرض للمشكلات أو الأخطار، ويدعم استمراريتهم في اداء دورهم على نحو أفضل.
خصائص الرعاية الاجتماعية
يمكن تحديد خصائص الرعاية الاجتماعية فيما يلى:
- الرعاية الاجتماعية ظاهرة اجتماعية عامة في جميع المجتمعات، نشأت مع نشاة التجمع البشري وتعد أحد ضرورات استمرارية الحياة الاجتماعية.
- تختلف أنشطة الرعاية الاجتماعية ، والخدمات التي يوفرها كل مجتمع لأفراده من مجتمع لآخر، وفقا لما يسوده من أوضاع اجتماعية، وقسيم أخلاقية، أو مذاهب أيديولوجية ودرجة او مستوى التطور الحضاري لكل مجتمع وفي إطار ذلك توجد ثلاثة أنماط من الرعاية الاجتماعية.
- النموذج التلقاني ( أو القديم ).
- النموذج المؤسسي أو النظامي.
- النموذج البنائي.
- تعتبر الرعاية الاجتماعية أحد النظم الاجتماعية التي تعمل على توفير حياة كريمة للأفراد، وتخليصهم من المشكلات وأشكال المعاناة التي تعترض حياتهم الاجتماعية، وتمارس في اطار مؤسسات خاصة سواء أكانت أهلية ام حكومية.
- تقوم الرعاية الاجتماعية أما على أسس أخلاقية، وقيم ومعتقدات دينية، أو دوافع نفعية، أو تشريعات اجتماعية يأخذ بها المجتمع.
- تغطي خدمات وأنشطة الرعاية الاجتماعية جوانب مختلفة من الحياة الاجتماعية، ويختلف نطاق هذه الخدمات من مجتمع إلى أخر ويبد أنها تشتمل بصفة عامة على أنشطة وخدمات تامين الدخول، والتعليم، والصحة، والإسكان، والتشريعات الاجتماعية، والحقوق السياسية، ورعاية العمال، وبرامج التنمية الزراعية والحضريه.
- يمارس أنشطة الرعاية الاجتماعية متخصصون في كافة مجالات الخدمات كالطبيب، والمدرس، والإخصائي النفسي والاجتماعي وغيرهم، يعاونهم أجهزة ادارية وفنية للمساعدة في توصيل الخدمات المستفيدين منها.
- أن مفهوم ومجالات نشاط وخدمات الرعاية الاجتماعية أعم وأشمل من الخدمة الإجتماعية ، وأن الأخيرة تدعم وتزيد من فعالية الأولى فإذا كان المجتمع يوفر الرعاية الصحية من خلال إنشاء المستشفيات والعلاج الطبي، والأطباء والأدوية، فإن الخدمة الاجتماعية تعمل على حسن استفادة المرضى من خدمات الرعاية الصحية التي يوفرها المجتمع.
يقوم أي تحليل وظيفي للحياة الاجتماعية على مسلمتين أساسيتين :
ثانيا : تحليل هذه العناصر – النظم الاجتماعية – من زاوية الدور أو الوظيفة
التي تؤديها ، والإسهام الذي تقوم به في تحقيق فعالية قيام ” الكل ” بدوره و استمراريته.
طبيعة الرعاية الإجتماعية في إطار الرؤية الوظيفية
إن استخدام تشبيه الجزء – الكل، وفكرة الوظيفة في تحليل المجتمع (وهو الاتجاه الذي يعرف بالتشبيه بالكائن الحي أو المماثلة العضوية أو الكلية أو النسق الاجتماعي في علم الاجتماع المعاصر) هو استخدام قديم، قدم الفكر الاجتماعي ذاته حيث توجد عناصر التحليل الوظيفي في العديد من الرؤی الاجتماعية في المرحلة الأولى من الفكر السوسيولوجي.
الرؤية الوظيفية المحدثة للرعاية الاجتماعية
تقوم معالجة الرؤية الوظيفية على افتراضين أساسيين :
- لكي تستمر الحياة الجمعية ويجب السعي لتحقيق التوازن والتقليل من الصراع بين وحداتها، وجعل هذا الصراع في أدنى مستوى ممكن، فلتحقيق فعالية الأداء يجب أن تظل الخلافات، وعدم التالف أو التوافق في إطار التحكم وتحت السيطرة ومن ثم فإن الضبط الاجتماعي أو الحاجة إلى الحفاظ على النظام يشكل جزءا هاما من التكامل الاجتماعي.
- في أي مجتمع أو تجمع بشري يتقاسم أفراده الإحساس أو الرغبة في الانتماء، لابد أن يكون لديهم، ويسود بينهم شعوراً بالتضامن الجمعي.