الشيخ محمد سعيد البوطي هو أحد كبار الدعاة في العالم الإسلامي، وقد ترك تراثًا علميًا كبيرًا يتجاوز الستين كتابًا في العديد من علوم الدين والفكر.
محمد سعيد البوطي
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي من مواليد عام 1929 بقرية جليكا على ضفاف نهر دجلة بين نقطة التلاقي بين حدود كل من سوريا والعراق وتركيا، ورحل منذ أن كان طفلًا مع والده إلى دمشق بسبب اضطهاد مصطفى كمال أتاتورك لهم، وقد ألم باللغة التركية من خلال زوجة أبيه التركية كما أن كان يجيد بجانب العربية اللغة الكردية، وقد تزوج الشيخ محمد سعيد البوطي وعمره ثمانية عشر عامًا، وأنجب سبعة أبناء.
وقد تأثر الشيخ محمد سعيد البوطي منذ صغرع بوالده الملا رمضان البوطي فقد كان عالمًا في الدين وكان من مشايخ الصوفيىة، وبعد أن حفظ القرآن وتلقى العديد من العلوم الإسلامية التحق بمدرسة إبتدائية في أحد أحياء دمشق وتعرف بساروجة وهي كانت متخصصة في تعاليم الدين واللغة والرياضيات، وبعد ذلك التحق بجامع منجك حيث صعد للمنبر من أجل الخطابة وعمره لم يكن تجاوز السبعة عشر عامًا، واتجه الشيخ محمد سعيد البوطي للقاهرة في عام 1953 من أجل الحصول علي الإجازة في الشريعة الإسلامية من الجامع الأزهر، كما حصل من الأزهر علي دبلوم التربية.
وظائف البوطي
وقد شغل الشيخ محمد سعيد البوطي العديد من المناصب الأكاديمية فقد تم تعيينه في كلية الشريعة بجامعة دمشق في عام 1960 والذي وصل لمنصب عميدها، واتجه بعد عام 1981 للعمل في المجال العام بعيدًا عن العمل الأكاديمي حيث بدأ في إعطاء الدروس في العديد من المساجد منها المسجد الأموي.
واشترك الشيخ محمد سعيد البوطي في العديد من المؤتمرات والندوات العالمية وشارك في محاضرة في مجلس البرلمان الأوروبي، وكان مستشارًا في العديد من لقاءات المجمع الفقهي الإسلامي، كما أنه كان عضوًا بهيئة المحاسبة والمراجعة في المؤسسات المالية الإسلامية، كما شغل الشيخ محمد سعيد البوطي منصب عضو بجمعية نور الإسلام في فرنسا، كما عمل كعضو في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في الأردن، كما اشترك في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد، كما أنه كان عضو بمؤسسة طابة بأبو ظبي، وقد تولى منصب رئيس اتحاد علماء بلاد الشام.
وقد مثل الشيخ محمد سعيد البوطي التوجه المحافظ لمذهب أهل السنة وفق المنهج الأشعري في مواجهة التيار السلفي، وقد كان محمد سعيد البوطي من أكثر المتخصصين في علوم العقيدة ومواجهة الفلسفات المادية وقد ألف في ذلك كتاب نقص أوهام المادية الجدلية.
علاقته مع نظام الأسد
وقد ارتبط الشيخ محمد سعيد البوطي مع علاقة جيدة مع النظام السوري في عهد حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد، وقد استجاب الأسد الأب له في مطلب الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين وفتح المجال لعودة بعض داعمي الإخوان المسلمين، وقد تسبب موقفه الداعم لنظام الأسد الكثير من الانتقادات فقد كان يرى عدم مشروعية الخروج على الأسد سواء في أحداث حماة 1982 وفي أحداث الثورة السورية بعد عام 2011، وعلى أثر رفض الكثير من السوريين لموقفه الداعم للأسد تم اغتياله في الحادي والعشرين من مارس عام 2013 خلال إحدى محاضراته في جامع الإيمان بدمشق على يد مجموعة من المسلحين وقد أدان الحدث كل من النظام السوري والمعارضة السورية.