من منا لم يسمع يوما أو يستخدم خدمة التلغراف؟ كلنا نسمع عنه أو نستخدمه، لكن أغلبنا لا يعرف من هو مخترع التلغراف؟ وقبل الحديث عن هذا المخترع العبقري، سنتطرق إلى تعريف مبسط بماهية التلغراف.
التلغراف
التلغراف أو ما يطلق عليه البعض في أحيان كثيرة اسم “البرقية” هو جهاز يستخدم في الاتصالات، وكان أول ظهور له في القرن التاسع عشر. وكان الغرض من هذا الجهاز هو تبادل الرسائل والبرقيات بين الأشخاص المقيمين في مناطق بعيدة عن بعضهم البعض. ولعل هذا الاستخدام هو ما جاء منه اسم الجهاز.. وكلمة التلغراف مثل مصطلحات عديدة، تعود إلى اللغة اليونانية، ومعناها هو الكتابة عن بعد.
أما عن طريقة عمل جهاز التلغراف، فيمكن شرحها ببساطة في أن الجهاز يعتمد على إمكانية ترميز الحروف، عن طريق النبضات الكهربية، ثم بعد ذلك يجري إرسال هذه النبضات من خلال مجموعة من الأسلاك، لتصل إلى الطرف المستقبل. بعد وصولها يقوم الطرف المستقبل بطباعتها وفك هذا الترميز. لكن السؤال الآن: من هو مخترع التلغراف؟
من هو مخترع التلغراف؟
قلنا أن جهاز التلغراف مثّل نقلة كبيرة في التواصل بين البشر في القرن التاسع عشر، ما يعني أن مخترع التلغراف قدم خدمة جليلة إلى البشرية. ومخترع التلغراف هو العالم والمخترع الأمريكي صمويل مورس Samuel Morse.
في الواقع، كان هناك عدد من العلماء الذين أبدوا اهتماما بفكرة التلغراف وطريقة عمله، بل وقام بعضهم بدراستها بالفعل، إلا أن مورس كان صاحب الفضل في اختراع التلغراف.
وقد تطلب اختراع التلغراف من العالم الأمريكي جهدا شاقا استمر لمدة 12 سنة من العمل والجهد المتواصل. وكان موريس هو أول عالم يتوصل إلى وضع تصميم لجهاز التلغراف، ليسجل اسمه بين العلماء العظماء الذين أفادوا البشرية باختراعاتهم.
معلومات عن مخترع التلغراف
مخترع التلغراف صمويل مورس هو من مواليد العام ألف وسبعمئة وواحد وتسعين من الميلاد، في منطقة تدعى تشارلزتاون تتبع ولاية ماساتشوستس الأمريكية. بعد أن أتم مورس دراسته الثانوية، التحق بجامعة بيل، وهناك تلقى دروسا في الفلسفة والرياضيات. كان مورس طالبا متفوقا في الجامعة، وتخرج في العام ألف وثمانمائة وعشرة من الميلاد، بتفوق كبير. وخلال الدراسة لم تكن ظروفه جيدة من الناحية المادية، فاضطر إلى ممارسة الرسم لتحسين دخله وليساعد نفسه في المصاريف الدراسية.
في العام ألف وثمانمائة وثمانية عشر من الميلاد، تزوج مورس وذاع صيته كرسام في واشنطن. وفي العام ألف وثمانمائة وخمسة وعشرين من الميلاد، طلبت منه مدينة نيويورك رسم لوحة زيتية لـ جلبير دو موتييه (ماركيز لافاييت) في واشنطن مقابل 509 دولار.
وأثناء عمله على اللوحة، وردت إليه رسالة بأن زوجته تعاني المرض، فتوجه مسرعا إلى موطنه، لكنه فوجئ بأن زوجته ماتت منذ مدة. تسبب موت زوجته في دخوله في حالة من الصدمة، لكنه قرر وقتها ترك مجال الرسم، والبحث عن وسيلة تجعل التواصل أسرع بين البشر، حتى لا يتكرر ما حدث لزوجته وموتها دون علمه مع أحد آخر.
وفي إحدى الرحلات البحرية التي كان مورس يقوم بها، التقى في العام ألف وثمانمائة واثنين وثلاثين ميلاديا، بشخص اسمه تشارلز جاكسون، سبق له دراسة الكهرومغناطيسية، وشاهد العديد من تجاربه على المغناطيس الكهربي. وبعد هذه المشاهدات، نجح مورس في تطوير مفهوم التلغراف ذي السلك الواحد.
وحتى يومنا هذا لا يزال نموذج تلغراف مورس الأول محفوظاُ في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي، ومعه طلب مورس للحصول على براءة اختراعه. بعد ذلك ذاع صيت مورس وأصبحت شفرة مورس هي اللغة الأولى للتواصل التلغرافي في أنحاء العالم.