من هي أول شهيدة في الإسلام ؟ عندما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة، واجه جميع انواع الإيذاء من أجل نشر الدين الإسلامي، كما تعرض الصحابة والصحابيات في تلك الفترة لمختلف انواع العذاب من كفار قريش، وضحوا بأنفسهم وأموالهم من أجل إيمانهم بالله، وكانت هذه التضحية هي أسمى درجات الإخلاص لهذا الدين العظيم.
أول شهيدة في الإسلام
ولم يكن كفار قريش يعذبون الصحابة الرجال فقط بل عذبوا أيضًا من آمن من نساء المسلمين وأولادهم وذرياتهم وأقاربهم، وواجهت النساء المؤمنات ذلك العذاب بالثبات والصبر وتحملن شتى ألوان العذاب.
كما كان كفار قريش يعذبون أسرة بأكملها، ومن بين تلك الأسر أسرة صحابية جليلة، حيث تم تعذيبها هي وزوجها وابنها بأشد أنواع العذاب، وعلى إثر تلك الحادثة استشهد زوجها ولحقته هي ببضع دقائق أو ساعات، وقد نزلت آيات من القرآن بشأن ابنهم الذي نجا وأُكره على الكفر رغم أن قلبُه مطمئن بالإيمان فبرّأه الله، وكانت أمه أول شهيدة في الإسلام وإليك قصتها.
سميّة بنت الخياط
إنها الصحابية الجليلة سمية بنت الخياط أول شهيدة في الإسلام، وفيما يأتي بيان لجوانب من حياتها.
هي سمية بنت الخياط أم الصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنه، من السابقين الأوّلين الذين دخلوا في الإسلام وتعرضت لأشد أنواع العذاب، فقد كانت سميّة رضي الله عنها سابعة سبعة في الإسلام، فقد قال مجاهد: “أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار، وسمية”.
زواج سميّة بنت الخياط
تزوجت من ياسر بن عامر بن كنانة بن قيس بن الحصين رضي الله عنه، وقدم ياسر بن عامر زوج سمية من اليمن إلى مكة قبل زواجه منها، بهدف طلب أخ له، وكان حينها معه أخواه الحارث ومالك فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة، وحالف أَبَا حُذَيْفة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عمر بن مخزوم، وقد كانت سمية أمَةً عند أبي حذيفة فزوّجها لعامر بن مالك، فولدت له عمّار، فأعتقه أَبُو حُذَيْفة.
إسلام سميّة بنت الخياط
دخلت سمية بنت الخياط وزوجها ياسر بن عمار رضي الله عنهما للإسلام مع ابنها عمار بن ياسر وأخوه عبد الله، سرًا ثم بعد ذلك جهروا بإسلامهم، وعندما علم بنو مخزوم بإسلامهم غضبوا بشدة وصبوا عليهم العذاب الشديد.
تعذيب المشركين لآل ياسر
بعد إعلان آل ياسر وإشهار إسلامهم بدأت قصة عذابهم كي يتركوا الدين الإسلامي، لكنهم رضوان الله عليهم صبروا وتحملوا الأذى في سبيل ألا يعودوا للكفر، واحتسبوا الأجر والثواب عند الله.
ورغم أن سمية رضي الله عنها كانت كبيرة في السن لكنها تعرضت لأذى شديد من قبل أبي جهل لكنها صبرت وثبتت، وكان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يدعو لهم بالصبر والثبات كلما مر بآل ياسر وهم في البطحاء يعذبون على يد المشركين، وقد ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام قوله لهم: “صبرًا آل ياسرٍ، فإنَّ موعدَكم الجنةُ”
وبعدما اشتدت العذاب على ابنهما عمار اظهر للمشركين كفره ظاهرًا لكن كان الإسلام يسكن قلبه، فنزلت الآية الكريمة في شأنه حيث يقول الله تعالى: “مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.
استشهاد سميّة بنت الخياط
كانت سمية بنت الخطاب رضي الله عنها أهلاً بالشهادة بعد العذاب والأذى الذي تعرضت له، حيث طعنها أبو جهل بخنجر فماتت فورًا، وكانت رضي الله عنها عجوز لكنها أصرت أن تموت وهي على دين الهدى والإسلام، وكان لموتها أثر عظيم لكل من حولها، فمن رأى حادثة استشهادها زاد ثباتًا على الدين عندما رأى المرأة العجوز الكبيرة في السن تصبر على الأذى والعذاب لنصرة دينها وإعلاء كلمة الله وإرضائه.