شهد اليوم الثاني من رمضان في العام السادس والعشرين من الهجرة، مولد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وهو الخليفة الذي تميز عصره بإنهاء عصر الفتن في الدولة الإسلامية.
عبد الملك بن مروان
عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، وكان والده مروان بن الحكم واليًا في عهد معاوية بن أبي سفيان، وأمه هي عائشة بنت معاوية بن المغيرة بن أبي العاص، وولد عبد الملك بن مروان في اليوم الثاني من شهر رمضان للعام السادس والعشرين من الهجرة الموافق لعام 646 ميلادية.
ونشأ وتربى عبد الملك بن مروان في المدينة المنورة، وعاش بها فترة طويلة لحين انتقاله لدمشق، وتعلم عبد الملك بن مروان العديد من العلوم بما أثر في تكوين شخصيته بشكل كبير، ويعد عبد الملك بن مروان هو أول من أصدر عملة إسلامية وهوو ما مثل خطوة اقتصادية هامة حيث عملت علي تحرير اقتصاد الدولة من العملات الأجنبية كالدينار البيزنطي، وقرر عبد الملك بن مروان تعريب الدواوين والخراج.
إدارة الدولة
وقد تقلد عبد الملك بن مروان الحكم بعد والده في العام الخامس والستين من الهجرة، وكانت الفترة السابقة لحكم عبد الملك بن مروان تتسم بعدم الاستقرار والانقسام السياسي، وقد عمل عبد الملك بن مروان على وضع الأسس القوية لدولته بما يمكن من حماية حدودها وتعزيز قوتها، والعمل على نشر الإسلام خارج حدود الدولة، وقد ساعد عبد الملك بن مروان في فتح بلاد المغرب العربي، وقد أوصى بالحكم من بعده لابه الوليد بن عبد الملك، وأن يكون ولي العهد ابنه سليمان بن عبد الملك، وفترة حكم عبد الملك بن مروان امتدت لنحو عشرين عامًا.
وقد حقق عبد الملك بن مروان الكثير من الإنجازات للدولة الإسلامية في عهده، والتي ما تزال تذكر تاريخيًا باسمه كتنقيط الحروف في المصحف الشريف، وإصدار الدينار الأموي كأول عملة إسلامية وتم إضافة اسمه عليه، كما أرسل عبد الملك بن مروان الحرير والديباج لتغطية الكعبة المشرفة.
توسيع حدود الدولة
كما يعود الفضل لعبد الملك بن مروان في فتح شمال إفريقيا، وقد منح عبد الملك بن مروان المثقفين والمفكرين اهتمامًا ورعاية خاصة، وقد وصلت حدود الدولة الإسلامية في عهد عبد الملك بن مروان إلى حدود سيستان شرقًا، وقد أسس عبد الملك بن مروان أول قاعدة بحرية خاصة بالدولة الإسلامية وكان مقرها في تونس.
وعمل عبد الملك بن مروان على تعريب الدواوين والخراج، ومنح استقلالية كبيرة للاقتصاد في الدولة الأموية، وأسس عبد الملك بن مروان عدد كبير من المساجد والمعالم الحضارية في العديد من المدن العربية خاصة في القدس ودمشق وعلى رأسها قبة الصخرة المعروفة في القدس، وعزز من الوحدة بين المدن الإسلامية وشعوبها، وقد نجح في فرض نظام أمن قوي في الدولة.