في كولومبيا ولد ماركيز في عام 1927م، وهو صاحب رواية مائة عام من العزلة وقد عاش متنقلا بين أوروبا والمكسيك، وله العديد من الأعمال الروائية الشهيرة وأشهرهم “الحب في زمن الكوليرا”
رواية مائة عام من العزلة
ومن أفضل الأعمال الروائية انتقي لكم رواية مائة عام من العزلة، تلك الرائعة التي أبدعها الأديب الشهير جابرييل غارسيا ماركيز، وقد قام بالعمل عليها في المكسيك، حينما كان مقيمًا هناك، وتم نشرها في العام 1967م، ولاقت نجاحًا مبهرًا، ووصلت لجميع بلاد العالم، ثم بدأت ترجمتها حتى وصلت إلى أثر من ثلاثين لغة، وصنفت هذه الرواية كأفضل رواية إنسانية على الإطلاق، وكانت بمثابة الرواية الأمريكية الإسبانية الهامة، حتى أن الشخصيا الرئيسة في تلك الرواية حازت على قدر كبير من الشهرة حول العالم.
تلخيص رواية مائة عام من العزلة
تدور قصة مائة عام من العزلة حول، شخص يدعى ماكوندو، وذلك العالم الجميل الذي يعيش فيه، لكن المشاحنات بين جماعة المحافظين وجماعة الأحرار تفسد عالمه الهادئ، وقد اعتمد ماركيز على الخيال الواسع لمزج الأحداث وربطها ببعضها بعضًا.
تجري تلك القصة في حد زمني معين، وهو القرن الكامل “مائة عام”، وتظهر الشخصيات الرئيسة في تلك الرواية متجانسة ومتراكبة مع زمانها، وتظهر إجادة الكاتب في السرد والحبكة وربط الأحداث والشخصيات معًا، بأسلوب متميز ورائع، حتى أنه في نهاية القصة ربطها بالخرافات التي تعتقدها الشخصيات الرئيسة وتؤمن بها.
وتتداخل أحداثها وتتبادلها الشخصيات، بذكاء وحكمة، حيث يبدأ الربط بين الشخصيات وربطها بأحداث بعضها، مثل شخصية العقيد أوريانو ووالده خوسية أركاديو بونديا وهو الذي أنشأ تلك المدينة الصغيرة، وزوجته أورسولا، والعديد من الأدوار التي ساهمت بشكل كبير في القصة.
ومن الإبداع في قصة مائة عام من العزلة أنها تقص سجل تاريخي كامل لمكان غير موجود إلا على أوراق الرواية وفي مخيلة الكاتب، فيقص أحداث بناء المدينة من أول يوم لها على يد خوسية أركاديو بونديا هو ومجموعة من رفاقه.
وتتجول الرواية بنا لتكشف عن الكثير من حكايات العشق التي كللت بالزواج ونجاحها، وغيرها التي باءت بالفشل والفراق، وكيف نمت تلك القرية لتصبح كمدينة تتبدل عليها السلطات ويدور فيها الكثير من الروايات، وقد قصد بذلك المؤلف أن الزمان عبارة عن دائرة تدور وليس كخط مستوي تمشي فيه الأحداث كخط مستقيم.
وتبدأ الرواية بسرد الشخصيات وأدوارها، وتلحقها من بعد ذلك الأحداث المتتابعة، ولا تخلو تلك القرية من دخول الغجر كحال أي قرية أو مدينة، لكن تظل الأضواء مسلطة على المدينة الصغيرة ومبتدعيها، وحروبها ونزاعاتها المتتالية.
وتطل علينا تلك النهاية الرائعة، حيث يستطيع الفرد الأخير من مؤسسي القرية من معرفة ما تقصده الأبيات الشعرية، والتنبؤ بالنهاية المحدقة بالقرية، التي ستدمر كل ما فيها، حتى آخر النسل.