“نجيب محفوظ”، هو الأديب العالمي نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا الحائز على جائزة نوبل في الأدب والمولود في الحادي عشر من ديسمبر 1911م بحي الجمالية والمتوفى نهاية شهر أغسطس 2006 عن عمر ناهز 94 عاماً، وقد بدأ عمله الأدبي أوائل الأربعينات ولم يتوقف عن الكتابة حتى وفاته، ومن أهم ما يميز كتاباته الحارة المصرية والتي عاملها وكأنها العالم ويصور من خلالها الواقعية وهو السبب وراء تحويل أعماله إلى التليفزيون والسينما.
التدرج الوظيفي لنجيب محفوظ
إلتحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة عام 1930م وحصل على ليسانس آداب قسم الفلسفة، وبدأ في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية، ومن بعد حصوله على الماجستير ركز فكره كلياً على الأدب، والتحق بوزارة الأوقاف في الفترة مابين 1938م إلى 1945م كسكرتيراً برلمانياً ثم مدير لمؤسسة القرض الحسن بالوزارة عام 1954م، ثم مدير لمكتب وزير الإرشاد ثم مدير للرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة، ثم مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما بعام 1960م، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتليفزيون، ويعد ذلك منصب رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (من 1966م إلى 1971م) هو آخر منصب حكومي يتولاه ومن بعده أصبح أحد كُتاب مؤسسة الأهرام.
مشوار نجيب محفوظ الأدبي
منذ بداية الثلاثينات وهو يكتب القصص القصيرة وينشرها في مجلة الرسالة وفي عام 1939م نشر الرواية الأولى (عبث الأقدار) ومن بعدها (كفاح طيبة) و(رادوبيس)، وأوضح بالثلاثة روايات مفهومه عن الواقعية التاريخية، وفي عام 1945م بدأ مسيرته في كتابة الروايات الواقعية وبدأها برواية (القاهرة الجديدة) وبعدها (خان الخليلي) ثم (زقاق المدق)، ومن بعدهم تحدث عن الواقعية النفسية في رواية (السراب)، وعاد إلى ما كان عليه من الحديث عن الواقعية الإجتماعية من خلال (بداية ونهاية والثلاثية الشهيرة)، ومن بعدهم كتب الروايات الرمزية مثل (الشحاذ) و(أولاد حارتنا).
رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ
التزم نجيب محفوظ الصمت بعد كتابة روايته الثلاثية وتحدث في روايته الجديدة (أولاد حارتنا) عن الواقعية الرمزية وهي من الروايات الشهيرة لنجيب محفوظ والتي مُنعت من النشر داخل مصر منذ صدورها عام 1967م عن دار الآداب اللبنانية ولم يتم السماح بنشرها إلا مُنذ وقت قريب، لأنها تسببت في رد فعل قوي بالشارع المصري وتم التحريض على إغتياله وبالفعل طعنه شاب في عنقه عام 1995م لإتهامه بالكُفر والخروج عن الملة وتم إعدام من حاول قتله، وخلال وجوده بالمستشفى زاره بعض من اختلفوا معه وطالبوا بمنع نشر الرواية من أمثال عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني وهو ما أثار الإخوان فيما بعد.
في عام 1959م بدأ نشر الرواية بجريدة الأهرام ومن خلالها طرح سؤال لرجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون في السير فيه (طريق الفتوات أم طريق الحرافيش؟) وتُعد واحدة من أربع روايات كانت هي السبب في فوزه بجائزة نوبل للأدب ومن بعدها كتب ملحمة الحرافيش بنفس المنهج الواقعي الرمزي عام 1977م وذلك بعد أولاد حارتنا بعشرة سنوات.
وقد عاهد الكاتب العالمي نجيب محفوظ مندوب الرئيس جمال عبد الناصر (كمال أبو المجد) بعدم نشر الرواية مرة أخرى داخل مصر على الرغم من السماح له، ولكنه نشرها بعد أخذ موافقة الأزهر الشريف.
تقدير الدولة للكاتب نجيب محفوظ
الدولة المصرية تجاهلت الكاتب حتى نهاية الخمسينيات وهذا التجاهل كان من النقاد والدولة على حداً سواء، وبدأ النقاد في الكتابة عن أعماله التي ذاعت صيتها واشتهرت وكتب عن سيد قطب في مجلة الرسالة عام 1944م وبالأخص عن رواية القاهرة الجديدة، وتحدث عنه الكاتب محمد الجوادي في تحليل أدبي نقدي من خلال (في ظلال السياسة: نجيب محفوظ الروائي بين المثالية والواقعية)، وتمت الكتابة عنه في الذكرى الثامنة لوفاته بجريدة الحياة موضوع تحت عنوان (من هو نجيب محفوظ).