تعرضنا في المقالة السابقة لسيرة حياة الشاعر المصري أحمد شوقي، والذي لُقب بأمير الشعراء بسبب نبوغ موهبته الشعرية والأدبية التي أثرى بها التراث والتاريخ العربي في الشعر والأدب. وتطرقنا كذلك إل مولده وكذلك نشأته التي كانت من العوامل الهامة التي أثرت على موهبته وفكره وثقافته بشكل واصح وجلي انعكس على قصائده الشعرية وكذلك مسرحياته التي لاتزال حية بيننا إلى يومنا هذا. ولكن خلال سطور هذا المقال سوف نتحدث عن نفى أمير الشعراء أحمد شوقي وهي من العوامل المهمة التي شكلت موهبة أمير الشعراء أحمد شوقي.
أحمد شوقي
كان الشاعر المصري أحمد شوقي، والذي لُقب بأمير الشعراء، واحدًا من أهم وأبرز شعراء جيله خلال العصر الحديث. ولد أحمد شوقي في القاهرة في العام 1868م من أصول تعود إلى الشركس نسبه إلى والده، بينما والدته كانت من أصل يوناني، وكانت والدتها والتي لعبت دور كبير وهام في تربية الشاعر المصري أحمد شوقي داخل قصر الخديوي إسماعيل، حيث كانت تعمل كوصيفة داخل القصر، وهو ما كان السبب فيما ذاع عنها من غنى وثراء كبير.
نفى أمير الشعراء أحمد شوقي
بعد قيام الحرب العالمية الثانية مباشرة، قام الاحتلال الإنجليزي عام 1914م آنذاك بـ نفى أمير الشعراء أحمد شوقي ، أمير الشعراء إلى إسبانيا والتي كانت تُرف قديمًا ببلاد الأندلس، ثم قام الإنجليز بعد ذلك بفرض الحماية على مصر في عام 1920 م.
ولعب نفي أمير الشعراء، أحمد شوقي دور عظيم في تعلمه للغة الإسبانية وإجادتها، ما ساعده كثيرًا في قراءة والاطلاع على التاريخ الأندلسي وكذلك الأدب العربي آنذاك من خلال الكتب والمؤلفات التي نهل منها الكثير هناك خلال فترة نفيه، ولم يكتفي بذلك بل قام بالعديد من الزيارات السياحية لأبرز معالم الأندلس الأثرية في إشبيلية وقرطبة وغرناطة.
أما عن إثراء إنتاجه الفني، فقد عمل خلال سنوات النفي في الأندلس على كتابة أرجوزة _هي عبارة عن أربعٍ وعشرين قصيدة بمجموع 1400 بيت، تتحدّث عن تاريخ المسلمين في عصر النبوة والخلافة الراشدة، بالإضافة إلى تأليف قصيدته الشعرية “الرحلة إلى الأندلس” والتي جسد فيها رحلته خلال سنوات التفي في الأندلس وكانت مليئة بكثير من المشاعر والأحاسيس والعواطف الجياشه.
وفاة أحمد شوقي
عنى الشاعر المصري أحمد شوقي، أمير الشعراء كثيرًا بسبب النفي الذي تلقاه على يد الإنجليز في عام 1914م عقب اندلاع الحرب العالمية الثانية والذين أعلنوا حمايتهم على مصر بعدها في حوالي العام 1920م، ولكنه عاد بعدها إلى مصر من بلاد الأندلس ليستقر في القاهرة حتى وفاته في الرابع عشر من أكتوبر عام 1932م بعد أن انتهى من نظم قصيدة طويلة لصالح مشروع القرش الذي أحياه شباب مصر.
لتنتهي بذلك حياة واحدًا من أبرز شعراء العصر الحديث الذين لا تنقطع سيرتهم إلى اليوم، والذين لعبوا دورًا كبيرًا فيما وصل إليه الشعر العربي الحديث، فقد كانت موهبته هي العامل الذي فرض على الجميع احترام ذلك الرجل على مر العصور المختلفة منذ مولده في القاهرة وحتى وفاته فيها بعد عودته من منفاه في إسبانيا.