تحدثنا في العديد من المقالات السابقة على موقعنا عن واحد من أبرز وأشهر شعراء العصر العباسي، إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق على مر تاريخ الشعر العربي، وهو الشاعر أبو الطيب المتنبي. يعد أبو الطيب المتنبي أحد أئمة الشعر العربي الذي وضعوا جزء كبير من التراث الأدبي والشعري للعرب، فقد تمتع المتنبي بموهبة فريدة لم يستطع أحد من نظراء جيله أن يحاريه فيها، لذلك كان متفردًا بشعره وموهبته ولم يكن تفرده بالشعر والأدب فقط فقد كان متفردًا كذلك بشخصيته التي تمتعت بسمات وصفات ميزته عن باقي الشعراء في العصر العباسي. وخلال سطور هذا التقرير سوف نتطرق لواقعة نهاية أبي الطيب المتنبي الشاعر العباسي والطريقة التي قُتل بها وعلى يد من وما السبب وراء مقتله:
أبو الطيب المتنبي
أبو الطيب يحتاج العديد من والعديد من المقالات التي لا تحصى للحديث عن موهبته فقط فما بالك بالحديث عن حياته ونشأته ومؤلفاته وإنتاجه الفني الشعري الغزير، ولكننا سوف نحاول خلال هذه المقالة الإشارة إلى بعض النقاط المضيئة في حياة وموهبة أيو الطيب المتنبي.
وُلد أحمد بن الحسين بن مرّة بن عبد الجبّار الجعفيّ الكنديّ الكوفيّ، وكنيته أبو الطيب المتنبي، في عام 83 من الهجرة في إحدى بلدان الكوفة في العراق تُسمى كندة، كان والده جعفيّ وأمه همدانيّة. وقد شأ أبو الطيب المتنبي في أسرة محبة كثيرًا للعلم والأدب والشعر وهو ما كان شائعًا بين الأسر العربية في العراق آنذاك، وقد لعب ذلك دورًا هامًا في تكوين موهبته الشعرية الفذة فقد كان كثير التردد على مجالس الشعر والأدب في العراق، وكانت من أهم الصفات التي كانت من أهم مقومات موهبته هي الذكاء وقوّة الحفظ، التي أهلته لتسجيل أول عمل شعري له في سن صغيرة جدَا في العاشرة من عمره.
نهاية أبي الطيب المتنبي
نهاية أبي الطيب المتنبي ، وقبل الحديث عن نهاية علينا أن نسرد بعض الحقائق التالية، كان الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي من أشهر الشعراء الذين أجادوا نظم شعر الهجاء، وقد أستخدمه كثيرًا في هجاء أعدائه وخصومه الذين استطاع أن يقهرهم بجزالة ألفاظه وقدرته على التعبير والفصاحة الشديدة التي تمتع بها.
ولعل إجادته لشعر الهجاء كان السبب الرئيسي وراء مقتله على يد أحد قطاع الطريق المشهورين في التاريخ العربي آنذاك.
فقد أكد المؤرخين على أن الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي، قام بنظم قصيدة شعرية يهجو فيها ضبة بن يزيد الأسدي العيني – أحد أشهر قطاع الطرق – وفي يوم من الأيام عندما كان المتنبي في طريق عودته إلى بلدة الكوفة، أحد المدن العراقية، تقابل في طريقه بخال قاطع الطرق ضبة بن يزيد الأسدي العيني، وكان خاله يُدعى “فاتك بن أبي جهلٍ الأسدي”، والذي كان وقتها يسير أيضًا بصحبة فريق من قومه فتصارع الفريقان حتى نجح فاتك بن أبي جهل في قتل الشاعر العباسي النابغة أبي الطيب المتنبي وكذلك قتل ابنه خلال تلك المعركة الصغيرة في مدينة النعمانيّة التي تقع إلى الغرب من بغداد بالعراق.