تعد روسيا أكبر بلدان العالم مساحة، ومع مساحتها الهائلة تقدم لزوارها فرصًا أكبر وتنوعًا أكثر في المعالم السياحية والوجهات المفضلة، ويأتي القوقاز عل رأس المناطق الأجمل والأجدر بالزيارة في روسيا، إذ يعد مقصدًا للروس، قبل أن يستقطب خلال السنوات الأخيرة المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفوق الطبيعة الرائعة لمنطقة القوقاز، يُكسبها البعد التاريخي أهمية قصوى، إذ كانت موقعًا تاريخيًا شاهدًا على عظمة الإمبراطوريات وأفولها، وكانت معبرًا لحملات التتار والدول الإسلامية ومركزًا للصراع بين العثمانيين والروس على مدى قرون طويلة، وجذبت المنطقة عقول عديد من الأدباء، وكانت محورًأ لأعمالهم الشهيرة، مثل ألكسندر بوشكين وليو تولستوي وألكسندر دوما، وفي هذا المقال سنتحدث عن وادي سولاك وأبرز الأماكن السياحية فيه.
داغستان
واحدة من أجمل جمهوريات القوقاز، وبجانب طبيعتها الساحرة تنتشر فيها المباني القديمة، مثل قلعة دربند المطلة على بحر قزوين، وتنتشر فيها المناطق الطبيعية، التي تجعل من زيارتها فرصة لا تعوض لمعاينة الطبيعة البكر، وجمالها الساحر، بالإضافة لمناخ جيد، يتيح الفرصة لزيارة هادئة.
وادي سولاك
يعتبر وادي سولاك أحد أجمل المناطق في داغستان والقوقاز، وبدأ مؤخرًا في جذب انتباه الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويمتد نهر سولاك بين الجبال، ليصنع “وادي سولاك”، بطول 53 كيلو مترًا، كواحد من أطول الوديان الجبلية في آسيا، وعمق الوادي البالغ 1920 مترًا جعله يتفوق على “جراند كانيون” بالولايات المتحدة الأميركية.
ورغم طبيعة الجبال الصخرية في وادي سولاك، فغن الغابات تنتشر على طولها، مشكلة أجمل مشهد على الإطلاق، وتتيح الأماكن المرتفعة في الوادي للزوار إمكانية معاينة المنطقة بشكل كامل، رغم أن النهر يظهر من هذا الارتفاع وكأنه قناة مائية صغيرة جدًا.
وتبدأ الرحلة إلى وادي سولاك من قرية دوبكي، التي أمدتها الحكومة بجميع مقومات خدمة السائحين، من ساحة كبرى، تتيح مشاهدة بانورامية للوادي، وعدد من الفنادق والخدمات الأخرى.
وتشبه القرية مدينة معزولة في أعلى قمم الجبال، ومع ذلك تتوافر فيها الفنادق والمنتجعات السياحية، وهي بالإضافة لذلك، واحدة من أرخص المدن السياحية في العالم، إذ لا تكلف الإقامة والمبيت في الليلة الواحدة في أفضل فنادقها أكثر من 16 دولارًا أميركيًا، وتنتشر فيها المطاعم والمتاجر.
الجولة في الجبال
تتوافر في وادي سولاك كل العوامل اللازمة لجولة آمنة في الجبال والوادي، من سكان محليين يقومون بدور المرشدين، إذ أن الطبيعة الصخرية الوعرة للجبال والوادي تشكل تحديًا لأي شخص لا يعرف تفاصيل المنطقة، كما توفر الشركات السياحية في محج قلعة، عاصمة داغستان، المرشدين والنصائح للجولة.
ويفضل أن يكون مع السائح معدات خاصة، تشبه معدات التزلج على الجليد، من حذاء خاص بالجبال وعصا طويلة لمعاينة الأرض، ويتوافر أيضًا لمحبي الرياضات المائية عدد من القوارب الصغيرة المخصصة لعبور نهر سولاك، ومعاينة وادي سولاك من أعمق نقطة فيه.
وتقع بالقرب من الوادي قرية زوبوتلي، التي تعد خالية من سكانها حاليًا، لكنها تحتضن واحدة من أجمل الشلالات في قارة آسيا، كما بنيت على طراز معماري فريد يستحق الزيارة، وتحيط بها بحيرات صغيرة، بعضها مغلق، والبعض الآخر ينفتح على النهر، وتقع بالقرب من محمية طبيعية، ما تزال عذراء، تعيش فيها أنواع مختلفة من الحيوانات، مثل الذئاب والثعالب، والماعز الجبلي، والغزلان والأرانب وغيرها.