وفاة الخليفة الأموي مروان بن الحكم في شهر رمضان

3 سبتمبر 2024
وفاة الخليفة الأموي مروان بن الحكم في شهر رمضان

من الأحداث التي شهدها شهر رمضان هي وفاة الخليفة الأموي مروان بن الحكم والذي يعد المؤسس للدولة الأموية الثانية وإعادة قوتها ونفوذها.

مروان بن الحكم

الخليفة الأموي مروان بن الحكم توفي في الثالث من شهر رمضان من العام الخامس والستين من الهجرة، ويعد هو مؤسس الدولة الأموية الثانية، ومن الإنجازات التي حققها ضبط المكاييل والأوزان بالإضافة لإنجازاته على صعيد استعادة الاستقرار والقوة للدولة الأموية، والتمهيد لتوسعها وزيادة حدودها.

وقد سطع نجم مروان بن الحكم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان حيث قربه إليه وجعله من المساعدين له، وكان أول المطالبين بدم عثمان بن عفان بعد مقتله، ثم بايع علي بن أبي طالب بالخلافة، واعتزل السياسية بعد واقعة الجمل، ولكن تولى إمارة المدينة المنورة بعد تولي معاوية بن أبي سفيان، ثم خرج من المدينة إلى دمشق بعد رفض أهلها مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة، وكان أقوى المرشحين لتولي عرش بني أمية بعد وفاة معاوية بن يزيد.

مبايعة مروان بن الحكم

وقد بويع مروان بن الحكم على الحكم بعد موت معاوية بن يزيد، وذلك من خلال اجتماع تاريخي لكبار بني أمية وأعيانهم، وذلك في الثالث من ذي القعدة من العام الرابع والستين من الهجرة، وتم الاتفاق أن تكون البيعة لمروان بن الحكم لكونه يتمتع بالحكمة والذكاء وسداد الرأي رغم أنه قد تجاوز الستين من عمره، وكان يعرف عنه شجاعته وفصاحته، وقد روى الكثير من الحديث النبوي عن كبار الصحابة، وقد تم الاتفاق أن تكون ولاية العهد من بعده لخالد بن يزيد، ثم لعمرو بن سعيد بن العاص، حيث أن نفوذ الأمويين كان ضعيفًا في ذلك الوقت وخرجت أغلب الأقاليم عن سيطرة الأمويين.

وبعد تولي مروان بن الحكم الخلافة الأموية استطاع السيطرة على الشام، ثم اتجه لمصر وأخضعها بجيشه للحكم الأموي من جديد بعد أن كانت بايعت عبد الله بن الزبير ليكون وجود عبد الله بن الزبير منحصرًا في مكة وقد أرسل جيشه للحجاز لمحاربته، وكلف جيشًا آخر بالقضاء على الشيعة في العراق.

مقتل مروان بن الحكم

وقد قرر مروان بن الحكم بعد توليه الحكم أن يكون الحكم لابنه عبد الملك بن مروان بدلًا من خالد بن يزيد، ولذلك تزوج من أم خالد، ولما علمت أن هدفه نزع الملك من ابنها قامت بقتله، لتكون فترة حكمه لعام واحد، وقد نجح في إخضاع الشام ومصر للدولة الأموية، بينما لم ينجح في السيطرة على العراق وبلاد الحجاز، وتولى ابنه عبد الملك بن مروان من بعده، وقد نجح في القضاء على عبد الله بن الزبير وبسط السيطرة على كافة المدن الإسلامية وتمكن من فتح بلاد المغرب العربي، ورغم قصر حكمه إلا أنها كانت فترة مميزة استطاع من خلالها بسط النفوذ الأموي والتمهيد لمزيد من توسع الدولة وقوتها، وكان معنى بالأمور الاقتصادية بشكل كبير.