يعد يوسف بن تاشفين أحد أشهر القادة في التاريخ الإسلامي والعربي، وذلك نظرًا لما حققه من إنجازات في بلاد الأندلس واستطاع ضم ملوك الطوائف في الأندلس لدولته المتواجدة في المغرب.
يوسف بن تاشفين
يوسف بن تاشفين ناصر الدين بن تالاكاكين، من مواليد عام 1006، وهو ثاني ملوك المرابطين في المغرب العربي بعد عمه أبو بكر بن عمر، وقد لقب يوسف بن تاشفين بلقب أمير المسلمين وكان هذا اللقب هو أعظم لقب في وقته، وقد نجح يوسف بن تاشفين في تأسيس أول إمبراطورية في المغرب العربي وذلك من حدود تونس حتى غانا في الجنوب، وكان شمال الدولة هو الأندلس التي أنقذها من ضياع كان محقق في وقتها.
وكان يوسف بن تاشفين هو بطل وقائد معركة الزلاقة الشهيرة، وقد نجح في ضم كل ملوك الطوائف في الأندلس إلى جانب دولته في المغرب وذلك بعد أن استنجد به أمير إشبيلية، وقد عرف عن يوسف بن تاشفين الزهد والتقشف رغم اتساع حدود مملكته وما عرف به من شجاعة، وقد كان يوسف بن تاشفين كثير العفو ويحب العلماء ويقربهم، وكان يستمع للموعظة.
حياته
ورث يوسف بن تاشفين بعد توليه الحركة المرابطية في عام 463 هجرية كافة النتائج الإيجابية التي حققها من كان قبله في المغرب بداية من عبد الله بن ياسين والذي يعرف بالقائد الروحي للمرابطين، وقد اتخذ يوسف بن تاشفين من مدينة سجلماسة قاعدة جنوبية للدولة وصارت تجمع لأهل الصحراء من الجنوب، واهتم يوسف بن تاشفين كثيرًا بمراكش فاتسع العمران بها وأصبحت عاصمة دولته الكبيرة.
ومن بداية حكم يوسف بن تاشفين عمل على استكمال مسيرة من سبقوه فبدأ في محاربة ما تبقى ممن عرفوا بالمغراويين الزنانيين، ومد حكمه إلى مدينة تادلا وريف تامسنا وجبال الريف في الجنوب، كما نجح في الوصول لطنجة، وعمل على القضاء على كل الفرق الضالة لإرساء قواعد الإسلام الصحيح استكمالًا لمسيرة الأدراسة في نشر الإسلام في المغرب، وجعل يوسف بن تاشفين مدينة فاس من أفضل المدن وبنى فيها الكثير من المساجد.
تنظيم الدولة
واعتمد يوسف بن تاشفين في تنظيم دولته الواسعة على التنظيم القبلي ولذلك اعتمد على قبائل الصنهاجية في إقرار الأمن وجباية الأموال، وأرسل القضاة والشيوخ، وبعد نجاحه في تقوية دولته في المغرب طالب منه المسلمون في الأندلس المساهدة بسبب سوء أحوال المدن الأندلسية المستمر بسبب ملوك الطوائف الذين لقبوا أنفسهم بالخلفاء وكان كل منهم يسعى للسيطرة على ملك الآخر حتى وإن كان بالاستعانة بغير المسلمين وهو ما استغله الأسبان جيدًا من أجل السيطرة علي الأندلس وهو ما تحقق لهم في نهاية الأمر.
واستجاب يوسف بن تاشفين لطلب المسلمين في الأندلس وقاد الجيش الإسلامي مع المعتمد بن عباد وقاتل الأسبان قتالًا شديد في معركة الزلاقة التي انتصر فيها المسلمون ونجح بعدها يوسف بن تاشفين في خلع ملوك الطوائف وتوحيد الأندلس مع المغرب في ولاية واحدة كانت هي أمبر ولاية إسلامية في ذلك الوقت، وتوفي يوسف بن تاشفين عام 500 هجرية عن عمر ناهز المائة عام.