قصة ادم عليه السلام

3 سبتمبر 2024
قصة ادم عليه السلام

لقد جاء في القرآن الكريم قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام فبدأ خلق البشرية بخلق سيدنا آدم عليه السلام فهو أبو البشرية أجمعين وأول نبي من أنبياء الله خلقة الله تعالى من طين، ونفخ فيه من روحه، وكان طوله ستين ذراعاً، لديه شعر كثيف أمر الملائكة بأن يسجدوا له تكريماً وليس عبادة وعمله الأسماء كلها وخلق له زوجته حواء، وترك لهم كلهم ثمار الجنة يأكلون منها إلا شجرة واحدة، ولكن الشيطان وسوس له فأنزل الله سيدنا آدم إلى الأرض، وجاءت قصة سيدنا آدم عليه السلام في الكثير من سور القرآن الكريم، وذكرت في سبعة مواضع في سورة البقرة، وفيما يلي سوف نتناول الحديث عن قصة آدم عليه السلام.

قصة سيدنا آدم عليه السلام

خلق الله سيدنا آدم عليه السلام من طين وعندما أحس سيدنا آدم بالوحشة خلق له زوجة من ضلعه، وعاش آدم وزوجته في الجنة حياة سعيدة، وأباح الله تعالى لسيدنا آدم وزوجته جميع ثمار الجنة يأكلون منها إلا شجرة واحدة  كما قال تعالى:

(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)

ولكن وسوس لهم إبليس بأن يأكلوا من تلك الشجرة حيث أقنع سيدنا آدم أنه إذا آكل منها سيكون من الخالدين حتى آكل سيدنا آدم وزوجته منها، وغضب الله سبحانه وتعالى، ثم أنزل الله سيدنا آدم وزوجه من الجنة بعد أن خالفوا أوامر الله، وعلم الله سيدنا آدم الأسماء كلها مثل دابة، إنسان، شجرة، بحر، جمل، جبل وهكذا، وقال الله للملائكة أنه سيخلق بشراً على الأرض ليعمروا الأرض، كما جاء في كتابه العزيز:

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

فأراد الملائكة أن يعلموا حكمة الله في ذلك فاعتقدوا أن هذا المخلوق سوف يفسد الأرض ويسفك الدماء، لكنهم لا يستطيعون الإطلاع على الغيب رغم قربهم من الله، فقام الله بتشكيل سيدنا آدم من الطين مختلف الألوان الأبيض، والأحمر والأسود، والأصفر وذلك السبب في اختلاف ألوان البشر، وتركه لمدة أربعين سنة، وفزعت منه الملائكة عندما رأوه، وكان أشدهم فزعاً إبليس فكلما مر عليه كان يضربه فيخرج الجسد صوتاً مثل صوت الفخار، ثم نفخ الله فيه من روحه وعند ذلك سجدت كل الملائكة كما أمر اللهم الله تعالى، وخلقة الله تعالى في أخر ساعة من يوم الجمعة، وكرم الله سيدنا أدم حيث أمر الملائكة بأن يسجدون له فسجدوا جميعاً إلا إبليس رفض وأصبح من الكافرين، وكان السجود تكريماً له وليس للعبادة، وقال إبليس أنه أفضل منه حيث خلقه الله من نار وأدم مخلوق من طين كما قال تعالى:

(قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ)

فغضب الله من إبليس وطرده من رحمته فتحول حسد إبليس لآدم حقداً وأقسم بأنه سيغوي البشر كما جاء في كتابه العزيز:

(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83))

أعرض الله تعالى على سيدنا آدم ذريته، ‘ندما أطلع عليها وجد فيهم رجل يزهر فقال يارب من هذا قال هذا ابنك داود فقال كم عمره فقال الله ستون عاماً فقال أدم يارب زد في عمره فقال لا، إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر سيدنا آدم ألف عام فزاده الله أربعين عاماً، وينقصهم من عمر سيدنا آدم وأشهد الله عليه الملائكة بذلك، وحينما جاءه ملك الموت فقال آدم أنه لديه أربعون عاماً، فقال له قد وهبتها لابنك داود قال مافعلت ذلك فعرض الله عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة.

الدروس المستفادة من قصة سيدنا آدم

أن الله تعالى رحيم بعباده يغفر لهم، ويتوب عليهم  كما قال سبحانه وتعالى:

(فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

سيدنا آدم عليه السلام هو أبو البشرية أجمعين، كان سيدنا آدم يسكن الجو هو وزوجته فأخرج الله منها عندما استجاب وسوسة إبليس، ونزل الأرض وعمرها بذريته كما قال الله تعالى:

  (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ )

الاستجابة لأوامر الله، وعدم طاعة أي مخلوق غيره، ولابد أن يحمد الإنسان  الله دائماً على نعمه ويشكر، وأن يحافظ عليها.

تستمر العداوة بين إبليس وذريته أدام إلا أن يوم تقوم الساعة  كما قال الله تعالى:

(قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى)