قصة ذي القرنين التي ذكرت في القرآن الكريم

3 سبتمبر 2024
قصة ذي القرنين التي ذكرت في القرآن الكريم

قصة ذي القرنين هي واحدة من قصص القرآن الكريم التي ذُكرت في سورة الكهف، وهي من القصص التي توضح لنا رحمة الله سبحانه وتعالى بالبشر، إذ كان ذو القرنين ملكاً عادلاً في الأرض وكان هناك قوم في أقصى الأرض يدعون يأجوج ومأجوج، وهم قوم يفسدون في الأرض ويأكلون الأخضر واليابس ويقتلون البشر، فأقام ذو القرنين سداً بين يأجوج ومأجوج وبين القوم الذين استغاثوا به وحتى الآن لم يهدم هذا السد، وسوف نعرف قصة ذي القرنين مع يأجوج ومأجوج بالتفصيل من خلال الأسطر القليلة القادمة وكذلك ما هو سد يأجوج ومأجوج والكثير من القضايا التي ذكرها الله تعالى في سورة الكهف.

قصة ذي القرنين

كان ذو القرنين ملكاً ذو جاه كبير ومُلك عظيم، ولكنه كان مؤمناً لم يفسد بملكه هذا في الأرض، بل أخذ يدعو إلى عبادة التوحيد وعدم الإشراك بالله عز وجل شيئاً، ومضى بجيشه في الأرض للقضاء على الفساد والمُفسدين من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق، فقد بدأت رحلته إلى الغرب حتى وصل إلى منطقة مغرب الشمس، وتحديداً على حدود المحيط الأطلسي في منطقة تفصل ما بين تركيا واليونان، حيث وجد هناك قوماً يسجدون للشمس ويعبدونها من دون الله، فدعاهم إلى عبادة الله الواحد وأخبره أن من يؤمن فسوف يكسب في الدنيا والآخرة أما من كفر فسوف يعذبونه حتى يرد إلى ربه في عذبه في الآخرة عذاباً شديداً.

وبعد أن أنهى ذو القرنين جولته إلى أقصى الغرب، مضى عائداً إلى أقصى الشرق، حيث وصل حتى مشرق الشمس ووجد هناك قوماً يعيشون في أرض لا زرع فيها ولا ماء فحكم عليهم نفس الحكم الذي نفذه في أهل الغرب، وقد سار قليلاً فوجد قوماً يعيشون بين جبلين ولهم لهجة غير معروفة، وكانوا يشتكون من قوم جوارهم مفسدين في الأرض وهم قوم يأجوج ومأجوج، فطلبوا منه المساعدة حتى يجعل بينهم وبين قوم يأجوج ومأجوج سداً بمقابل مادي، فرفض الملك العادل وأقام لهم السد فكان ذو القرنين يعلم جيداً في شئون الهندسة وأقام السد من بعض المعادن المنصهرة لذلك فهو سد منيع لا يقوى يأجوج ومأجوج على تعديه والوصول إلى القوم الذين استغاثوا بذي القرنين، وحتى يومنا هذا لم يستطع يأجوج ومأجوج الخروج من السد وخروجهم يعتبر من علامات الساعة الكبرى.

من هو ذي القرنين؟

يُقال بأن ذو القرنين هو الإسكندر الأكبر وفقاً لدراسة الآثار وعلما تقدير التزام التاريخي للقصة مع الآثار التي وجدوها والتي تعود إلى عصر ذي القرنين، أما البعض الآخر فيرجحون على أنه الملك المصري إخناتون حيث كان ملكاً عادلاً وقوياً ويمتلك جيوشاً كبيرة ومُلكاً فارهاً، كذلك كان بارعاً في علوم الهندسة وهو ما ينطبق على ذو القرنين، أما الجزء الثالث فيرجحون أن ذو القرنين هو شخص ثالث حيث يوجد العديد من الملوك الذين تنطبق صفاتهم مع ذي القرنين الوارد ذكره في القرآن الكريم، إلا أنه لم يتم تحديد شخصية أو هوية ذو القرنين الحقيقية.

وأطلق عليه ذو القرنين ليس لأن له قرنين كما يصوره بعض رسامي القصص التاريخية ولكن لأن كان له علامتين في أعلى رأسه عن اليمين وعن اليسار لذا كان يسمى ذي القرنين.

الدروس المستفيدة من قصة ذي القرنين

رغم ما أتاه الله من مُلك ومال وجاه إلا أنه لم يستكبر ومضى بجيوشه في شرق الأرض وغربها حتى يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد ويُقيم العدل في الأرض ويقضي على المفسدين.