يعتبر حليب الأم هو الغذاء الأفضل والأكثر صحة بالنسبة للأم، ويتكون عادة من الكثير من العناصر الغذائية والتي تساعد على نموه، فضلا عن وجود أجسام مضادة تعمل على محاربة العدوى، وحماية الطفل من أي مشاكل صحية، منها الالتاهبات الرئوية والإسهال والتهابات الأذن، ونستعرض من خلال هذا التقرير كيف يتكون حليب الأم.
أجزاء الثدي
حيث يتكون الثدي من عدد من الدهون والأنسجة الساندة والغدد الحليبية، والتي تعمل على تشكيل قسم كبير منه، وفي وقت ولادة الأنثى تكون قنوات الحليب الأساسية، وهي شبكة قنوات مصممة لنقل الحليب خلال الثدي، من الممكن أن يتم تشكيلها، وتبقى الغدد الحليبية ساكنة حتى البلوغ، ولكي تسبب الكميات الكبيرة التي تُفرز من هرمون الاستروجين ونموها وانتفاخها، وخلال الحمل يتم تجهيز عدد من الغدد للعمل بشكل كبير.
وتقع تلك الغدد وسط الأنسجة الغدية والخلايا الدهنية، وقنوات الحليب، والتي تحفزها هرمونات الحمل لبدء النمو والكبر في الحجم والعدد، وتتفرع تلك الغدد إلى قنوات صغيرة الحجم، بالقرب من جدار الصدر، والتي يتم تسميتها بالقنيات، وتقع في نهاية تلك القنيات عنقود من الأكياس الصغيرة والتي تشبه حبوب العنب، وتُسمى بالعنبات المفرزة للحليب.
وتعتبر تلك العنبات المفرزة للحليب عبارة عن مجموعة من الأكياس، أو غدد الحليب والتي تشبه في شكلها عنقود العنب، والتي يُطلق عليها العنقود المكون فيها اسم الفصيص، والتي يُطلق على عدد من الفصيصات هذه اسم الفصوص، وعادة يضم كل ثدي نحو 20 فص مع قناة حليب واحدة لكل ثدي.
كيف يتكون حليب الأم ؟
وعادة خلال فترة الحمل يبدأ جسم المرأة بتجهيز نفسه لإنتاج الحليب، حيث يسبب كل من هرمون البروجسترون، وهرمون الاستروجين، نمو وزيادة في عدد قنوات الحليب، والأنسجة المسؤولة عن إنتاجه، فضلا عن زيادة حجم الثدي، ويزداد تدفق الدم إليه، وتبدو الأوردة واضحة أكثر، ويتحول لون حلمة الثدي والحلقة المحيطة إلى داكن، ومن ثم يزداد حجمه، وعندم يُولد الطفل وتغادر المشيمة الجسم، تنخفض مستويات هرموني البروجسترون والاستروجين، ويرتفع مستوى هرمون البرولاكتين، ويؤدي إلى هذا التغير الهرموني الذي يحدث فجأة إلى زيادة في إنتاج الحليب من الثدي، وعندما يتم حث العنبات المفرزة التي ذكرناها في الأعلى عبر هرمون البرولاكتين، تأخذ تلك العنبات السكريات والدهون والبروتينات، والدهون في الدم، لبداية صنع حليب الثدي، وتضغط الشبكة الخاصة بالخلايا المحيطة بها عليها عند الانقباض، وهي عبارة عن خلايا عضلية ملساء يُطلق عليها اسم الخلايا العضلية الطلائية، والتي تدفع الحليب إلى القنيات، ومن ثم إلى قنوات الحليب، وذلك لإزالته من قبل الطفل أو مضخة الثدي.
وتؤدي الرضاعة المتكررة إلى تحفيز الأعصاب الموجودة في الثدي لإرسال رسالة إلى الغدة النخامية الموجوددة في الدماغ، والتي تُطلق بدورها هرومني الأوكسيتوسين والبرولاكتين، وحيث يعمل البرولاكتين على تحفيز الغدد الحليبية لإنتاج الحليب، بينما يصدر الأوكسيتوسين العديد من الإشارة لمنعكس در اللبن، لبدء إطلاق الحليب.