نقدم لكم قصة عن بر الوالدين وكيفية معاملة الأب والأم، ذكر الله سبحانه وتعالى أهمية بر الوالدين من خلال القرآن الكريم، فعن طريق بر الوالدين ينال الإنسان عظيم الثواب ويكتسب الأجر العظيم، وهناك أشكال عديدة لبر الوالدين وهي أن يطيع الإبن والديه ولا يعصي لهما أمراً، إلا في أمر قد يخالف شرع الله عز وجل، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حتى لو كانا الوالدين، بينما من حقوق الوالدين على الأبناء أن نحسن إليها في الكبر ونعينهما على أمور الحياة التي قد تصعب عليهما، وأن يدعو لهما بعد وفاتهما، وسوف نذكر لكم قصة عن بر الوالدين في الأسطر التالية.
قصة عن بر الوالدين
يقول أحد الرجال في موسم الحج أنه كان في عمله وأخبره مديره بأن له مكافأة في العمل تقدر بحوالي 3200 ديناراً، فذهب على الفور وأخبر والديه بهذا الخبر السعيد، فطلبوا منه أن يذهبوا إلى الحج، وكان هذا الإبن بحاجة إلى تلك المكافأة لتحسين أوضاعه المعيشية، فذهب إلى بعض مكاتب السفريات لحجز رحلة حج إلى الوالدين وكانت تكلفة رحلة الوالدين 3200 دينار أي كل ماله ولم يتبقى له من هذا المال أي شيء، فحمد الله تعالى وعاد إلى عمله، وبعد أسبوعين أخبره مديره أنه حقق رقماً قياسياً في العمل وتم صرف مكافأة له قدرها 32 ألف دينار أي 10 أضعاف المكافأة الأولى، فسجد لله شكراً وحجز لموسم الحج مع والديه وكذلك أكرمه الله سبحانه وتعالى لأنه أكرم والديه.
على الجانب الآخر فإن هناك رجل كان يعامل والده بقسوة وكان يراه ابنه الصغير وهو يعامل أباه بهذه الطريقة المهنة، فقد كان والد الطفل يترك الجد في غرفة صغيرة ولا يهتم لأمر نظافته أو نظافة الغرفة، حتى أنه كان هو وزوجته يقدمون له الطعام في أطباق بلاستيكية من نوع ردئ وكذلك المشروبات في تلك الأكواب التي تستخدم مرة واحدة، وظل الأب على هذه الحال حتى توفي وبعد ذلك رأي الأب ابنه الصغير يجمع الأطباق والأكواب البلاستيكية في علبة من الكرتون ليحتفظ بها، فأخبره الأب أن تلك الأكواب لا بد أن يلقونها خارج المنزل، فرد الطفل على أبيه أن تلك الأكواب ستكون أكوابه وأطباقه التي سيقدم له فيها الطعام حينما يتقدم في السن، ففعلاً الأيام دول.
ما هي حقوق الوالدين
حق الطاعة
للوالدين على أولادهما حق الطاعة حتى حين يكبر الأولاد عليهم طاعة أبويهم في كل شيء، ما عدا إذا كان هذا الشيء فيه معصية لله عز وجل، ففي ذلك الوقت لا طاعة للوالدين.
الإحسان بالوالدين
من ضمن الإحسان بالوالدين أن يقول الإبن لهما القول الحسن ولا يجرحهما ولا يقول لهما ما يضايقهما، كذلك يقول لهما كل قول معروف وهين ويعاملهما بالحسنى ولا يغضبهما أو يرفع صوته أمامها ويلتزم حدود الأدب والذوق حين يتحدث إليهما.
الرحمة بالوالدين
من أوجه الرحمة بالوالدين ان يقوم الولد بمساعدة أبيه أو أمه حين يحتاجون إليه وأن يحاول أن يتحمل عنهما جزءاً من الأعباء، كأن ينفذ لهما بعض متطلبات البيت أو متطلباتهما الشخصية.
كذلك تشمل الرحمة المعاملة الحسنة والرأفة بهما حين يكبرا في السن، فيبدأ الرجل في العناية بوالديه ويساعدها على إتمام أمورهما اليومية بكل سهولة ولا يتركهما وحيدين، كذلك يجب أن يتحمل مطالبهما ولا يتأفف منهما.
الدعاء لهما
في حياتهما وبعد مماتهما، فالدعاء للوالدين بالرحمة من أهم أوجه البر بعد الممات، وكذلك الصدقات لهما والحرص على ذلك دوماً من أشكال البر بهما.