يحمل كل من الأمازون والنيل لقب أطول الأنهار في العالم ، وإن عملية تحديد أطول نهر في العالم ليست مهمة سهلة كما تظن، وعلى الرغم من أنه بالنسبة لمعظمنا يبدو أن نهر النيل هو الأطول في العالم، إلا أن هناك قسم من العلماء الذين يعتبرون نهر الأمازون هو الفائز الحقيقي بهذا اللقب.
أطول الأنهار في العالم
وتكمن الصعوبة في إعلان الفائز بالإجماع في حقيقة أن تحديد المنابع أو أصل النهر غالباً ما يكون مليئاً بالتحديات والصعوبات التي تقف أمام العلماء، حيث إن الأنهار الكبيرة مثل النيل والأمازون لها الكثير من المصادر عديدة والعديد من الروافد الكبيرة والصغيرة التي تنقل إليها الماء، والحاجة إلى العثور على أبعد مصدر للنهر هو إذا كان يجب حساب الطول الحقيقي للنهر، وفي كثير من الأحيان، تقع هذه المصادر في أماكن بعيدة يتعذر الوصول إليها من قبل العلماء، مما يجعل اكتشاف هذه المصادر مهمة شاقة على العلماء والمتخصصين، وهنا في هذا الموضوع من مجلة المصطبة نذكر أطول خمسة أنهار في العالم حسب المعايير المقبولة من قبل العلماء ومع ذلك، مع اكتشاف مصادر أحدث لمثل هذه الأنهار، قد تختلف الرتب في المستقبل.
نهر الأمازون – 6،853 كم (4325 ميلاً)
نهر الأمازون هو بلا شك أكبر نهر في العالم من حيث حجم تصريف المياه، ومع ذلك، فإن موقعه كأكبر نهر في العالم متنازع عليه بشدة بين علماء الأنهار حيث أن اللقب قد منح لفترة طويلة لنهر النيل في مصر كما أن النزاع ينشأ من تحديد أصل نهر الأمازون، وحتى الآن، كانت منابع نهر Apurímac تعتبر أصل نهر الأمازون، الذي يعد أطول الأنهار في العالم ولكن مع ذلك، تدعي دراسة أجريت عام 2014 حديثًا أنه يمكن تتبع أصل الأمازون إلى كورديليرا رومي كروز من حيث ينشأ نهر مانتارو في بيرو.
ثم يصطف هذا النهر مع نهر Apurímac (الذي كان يُنظر إلى منابعه في وقت سابق كمصدر لنهر الأمازون) ثم ينضم روافد أخرى إلى النهر في اتجاه مجرى النهر لتشكيل نهر أوكايالي الذي يصطدم في نهاية المطاف بنهر مارانيون ليشكل الجزء الرئيسي لنهر الأمازون، كما تشير بعض التقديرات إلى أن طول الأمازون يبلغ 4325 ميلًا، مما يجعله أطول نهر في العالم.
نهر النيل – 6،853 كم (4،258 ميلاً)
على الرغم من أن معظمنا يعترف بأن النيل هو شريان الحياة لمصر كما أن مصر هبة النيل كما يقول المثل الشهير، إلا أن نهر النيل هو في الواقع نهر دولي تتقاسمه 11 دولة في قارة أفريقيا، ومع ذلك، فهو المصدر الرئيسي للمياه في بلدين هما مصر والسودان، ويعد النيل الأزرق والنهر الأبيض هما روافد النهر مع طول النهر الأخير أكثر من السابق.
ولم يتم تحديد مصدر النيل الأبيض بعد من قبل علماء الأنهار ولكن يعتقد أنه في مكان ما في بوروندي أو رواندا في أقصى أفريقيا، ووفقاً لبعض التقارير، تعتبر بحيرة فيكتوريا مصدراً للنيل الأبيض الذي يتغذى بدوره على نهر كاغيرا الذي يضم روافدهما الرئيسيتان روفييرو ونهر نيابارونغو في بوروندي ورواندا على التوالي، كما يتم تشكيل Kagera في ملتقى هذين النهرين بالقرب من الحدود بين تنزانيا ورواندا.
ونهر النيل الأزرق له أصل أكثر تحديدًا في بحيرة تانا في إثيوبيا، كما تجتمع الروافد قرب العاصمة السودانية الخرطوم، والدورة النهائية لنهر النيل تمر عبر مصر قبل أن تشكل دلتا النيل في شمال مصر وتصب في البحر الأبيض المتوسط في الإسكندرية وفقا ل USGS، يبلغ طول نهر النيل 4285 ميلا، وهو أطول نهر في أفريقيا.
نهر اليانغتسي – 6.300 كم (3917 ميلا)
ويعد نهر اليانغتسي ثالث أطول الأنهار في العالم وأطول نهر يتدفق بالكامل داخل دولة واحدة ليس هذا فقط بل إنه أطول نهر في قارة آسيا، ويضم حوض نهر اليانغتسي ثلث سكان جمهورية الصين الشعبية، البلد الأكثر سكانًا في العالم، وقد اقترح أصلان من نهر اليانغتسى، وتقليديا، تعترف حكومة الصين رافد Tuotuo التي تقع في جبال تانجكولا كمصدر أساسي للنهر.
ويبلغ عمق هذا الرافد 17،526 قدما فوق مستوى سطح البحر، فمن المؤكد أنها أعلى مصدر من نهر اليانغتسى، ووفقًا للبيانات الجديدة، فإن مصدر نهر اليانغتسي يقع في تل ياري حيث تنشأ منابع روافد دام كو والمزيد من الانضمام لتشكيل نهر اليانغتسى العظيم الذي يصرف أخيرا إلى بحر الصين الشرقي في شنغهاي، ويقدر العلماء أنه يغطي النهر إجمالي طول 3،917 ميلا.
المسيسيبي – ميسوري – 6،275 كيلو متر (3،902 ميلاً)
يعتبر نظام النهر الذي يتكون من أنهار ميسيسيبي وميسوري وجيفرسون، رابع أطول الأنهار في العالم، ويستنزف نظام النهر 31 ولاية أمريكية ومقاطعتين كنديتين كما يبدأ نهر المسيسيبي في شمال ولاية مينيسوتا حيث يعتقد أن بحيرة إتاسكا هي أصل النهر وتصب في خليج المكسيك بعد أن تتدفق لمسافة 2320 ميلاً.
ومع ذلك، عندما نظرنا إلى نهر جيفرسون باعتباره المصدر الأبعد لنهر المسيسيبي، فإننا نحصل على نظام نهر ميسيسيبي-ميسوري-جيفرسون البالغ طوله 3،902 ميلا، كما ينضم نهر ماديسون إلى نهر جيفرسون الذي يبلغ طوله 83 ميلاً لتشكل نهر ميسوري الذي ينضم أخيراً إلى نهر المسيسيبي على الحدود بين ولايتي إيلينوي وميسوري في الولايات المتحدة.
ينيسي – أنغارا – 5،539 كيلو متر (3445 ميلاً)
هذا هو خامس أطول الأنهار في العالم وأكبر نظام تصريف في المحيط المتجمد الشمالي، كما يعتبر نهر Selenge منابع نظام النهر، كما يبلغ طول نهر Selenge أكثر من 992 كيلو متر ويصب في بحيرة بايكال، ويرتفع نهر أنغارا من بحيرة بايكال بالقرب من ليستفيانكا ويتدفق عبر منطقة إيركوتسك في روسيا وينضم أخيراً إلى نهر ينيسي بالقرب من ستريلكا، كما يصب الينسي أخيراً في المحيط القطبي الشمالي، ويبلغ الطول الإجمالي للنهر أكثر من 3445 ميلاً.
أهمية الأنهار
الأنهار هي السبب الأساسي لوجود البشر على كوكب الأرض، نظرا لأن جسم الإنسان يعتمد على المياه كسبب أساسي للوجود، والأنهار هي التي توفر هذا الاحتياج الأساسي لنا نحن البشر، كما أن الأنهار تعد مصدرا مهما إلى جانب البحار والمحيطات في توفير الثروة السمكية لجميع البشر والتي يعتمد عليها الكثير حول العالم خاصة اليابان.
الأنهار تضم في باطنها أيضا الذهب الأسود ألا وهو البترول الذي يعد من أهم الثروات التي تحويها باطن الأرض وتساعد البشر في توليد الطاقة واستمرار عملية التقدم التكنولوجي في مختلف المجالات وتتابع عملية المعرفة.