الأدب وعلم النفس

3 سبتمبر 2024
الأدب وعلم النفس

يعتبر الأدب وعلم النفس من العلوم التي ترتبط فيما بينها ويؤثر كل منهما في الآخر. ويمتاز الأدب بكونه فرعا من فروع علم اللغة الممتعة. وفي حين يصنف علم النفس على أحد فروع العلوم الاجتماعية، يعد الأدب واحدا من الفنون التي تمثل الوجه الجميل للمعرفة. وهناك علاقة تربط بين الأدب وعلم النفس ستبينها في هذا الموضوع. لكن قبل الحديث عن هذه العلاقة، سنتكلم قليلا عن الأدب وعلم النفس كلا على حدة.

الأدب

يعتبر الأدب واحدا من الروافد الجميلة التي تقدمها لنا المعرفة. كما أنه يتشابه مع الفنون الأخرى التي تعتمد على الموهبة التي يمنحها الله للشخص.

والأدب هو عبارة عن موهبة تجعل الإنسان قادر على نقل الحياة وملابساتها وظروفها في شكل أحد أنواع الأدب. ويستخدم الديب اللغة في تصوير مظاهر الحياة المختلفة من فرح وحزن وسعادة وألم.

ويعتمد الأدب على موهبة تجميع مخيلة خصبة وإثراء لغوي وأسلوب بديع. وكان العرب من أكثر الشعوب اهتماما وحبا في الأدب، وهو ما كشفه لنا تراث الشعر الجاهلي.

وينقسم الأدب إلى أصناف هي الشعر والنثر والخطابة والكتابة المسرحية والدرامية والسينمائية. ويتدخل الدب مع العديد من العلوم الأخرى مثل الفلسفة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الكلام وعلوم السياسة.

علم النفس

علم النفس هو واحد من العلوم الاجتماعية، ويهتم بدراسة ما بداخل الإنسان من الناحية الحسية والمعنوية. ويهتم علم النفس بدراسة الشخصية الإنسانية ومكنوناتها وتركيبها.

وقد اهتم العديد من الفلاسفة بدراسة علم النفس، لما له من أهمية في فهم البشر وطبيعتهم. كما يدرس العديد من العلماء والمفكرين علم النفس للغوص أكتر في أعماق النفس البشرية بشكل يساعدهم في تخصصاتهم الرئيسية.

العلاقة بين الأدب وعلم النفس

هناك علاقة متشابكة تربط بين الأدب وعلم النفس بشكل متداخل، لاسيما في عديد من المفاهيم. فإذا كان علم النفس يهتم بدراسة الشخصية الإنسانية وما يدور بداخلها من دوافع وأفكار تؤثر على تصرفاتها. فإن الأدب هو أيضا يركز على هذه الدوافع وتأثيرها.

وتطرقت العديد من الأعمال الأدبية إلى محاولة تفسير الشخصية الإنسانية وكيف تفكر وما هي دوافعها ومكنوناتها. وكل ذلك من صلب دراسة علم النفس.

ومن ضمن الأمور المشتركة بين الأدب وعلم النفس سعيهما لتنوير البشر بكل ما يدور في خبايا نفوسهم وتحفيزهم لمعرفة أسرار الحياة. كما أن الأدب وعلم النفس يمكنان الإنسان من التمييز بين الآخرين وفهمهم على حقيقتهم.

تاريخ الأدب وعلم النفس

ينصف الفيلسوف الشهير أرسطو على أنه أول من تحدث عن مصطلحي الأدب وعلم النفس، عبر دراساته عن تصفية العقل والنفس وتنقيتهما. بعد ذلك أصبحت العلاقة بين علم النفس والأدب متداخلة وهو ما ظهر في أعمال عدة فلاسفة ومفكرين وأدباء لاحقا.

ويؤثر علم النفس في الأدب بشكل آخر، ألا وهو تأثير الحالة النفسية للأديب على إنتاجه وأعماله. فكلما كانت حالة الأديب النفسية جيدة كان إنتاجه غزيرا.