دعد ابنة أمير نجد صاحبة قصة وقصيدة يتيمة لم يعرف شاعرها، حيث تسببت هذه القصة في موت صاحبها، كانت دعد فتاة بارعة الجمال، وبارعة البلاغة، كان مهرها مختلف عن بنات جيلها، ربما لم تكن ترغب في الزواج، وتخلقت عدة أسباب وشروط لمن تتزوج به، بالفعل لم يذكر التاريخ أنها تزوجت أم لا، ولكن ذكر فقط تاريخ هذه القصة وفطنة وذكاء الأميرة في معرفة قاتل صاحب القصة، نبدأ الحكاية.
قصة وقصيدة
كانت هناك أميرة صاحبة جمال شديد، رغب جميع الرجال في الزواج منها، ولكنها كانت ترفض بلا سبب، كانت الفتاة تقول الشعر، وكان مرادها شاب قادر على قول الشعر ويكون أكثر بلاغة منها، كان من الصعب أن تتزوج هذه الفتاة من أمير أو تاجر كبير، كانت تريد شاب يشبه براعتها، ولكن على الرغم من تشدد الآباء في هذه الفترة، إلا أن القصة تقول، أن والد الأمير وافق أبنته الرأي، كانت الأميرة هنا مطمع لكل الشعراء، ليس بسبب جمال الأميرة دعد فحسب، بل كان من سيتزوج بها سيصبح من الأعيان، مال وجمال ونفوذ؟ كان تحدي كبير بين كل الشعراء ليس في مكان أقامة دعد فقط، بل كان التحدي في كل المدن المجاورة التي عرفت بأمر العروس الشاعرة ابنة الأمير.
الشعراء ودعد
توافد الشعراء على باب أمير نجد، يطلبون خطبة دعد، ولكن لم تجد فيهم دعد الشاعر المطلوب، كانت الفتاة تريد قصيدة ملحمية لا مثيل لها في عصرها، هنا أصبحت قصة وقصيدة دعد حدث هام ومنتشر في ذلك العصر، بل كانت حدث شبه الجزيرة العربية، وأصبح الجميع يتحدثون عن الأميرة التي قف الشعراء على بابها في حيرة.
الشاعر تهامة
تهامة هي منطقة، ظهر فيها شاعر لديه بلاغة وفطنة كبيرة، وقام بتنظيم قصيدة قوية، وذهب بها إلى نجد من أجل التقدم لخطبة ابنة أمير نجد دعد، ولكنه في طريقه وجد شاعر آخر أراد الذهاب إلى دعد لنفس هذا السبب، فقرا شاعر تهامة قصيدته على الشاعر المجهول، ولكنه وجدها أبلغ وأقوى من قصيدته، هنا دخلت في نفس الشاعر الغيرة الشديدة من شاعر تهامة، وحدثته نفسه بقتل هذا الرجل، ويسرق قصيدته، ويقدمها إلى دعد، ليفوز بالزواج منها، وبالفعل نفذ الشاعر خطته، وقام بقتل شاعر تهامة صاحب قصة وقصيدة يتيمة لم نعرف من قالها حتى هذا اليوم.
الشاعر القاتل
أخذ الشاعر القصيدة اليتيمة هذه، وذهب بها إلى نجد، وعندما أستقر في قصر الأمير، أخبره أنه جاء من أجل خطبة ابنته، عندها وافق الأمير ألن يستمع إلى القصيدة التي ألفها الشاعر، وجلس معه في مجلسه، وأمر أمير نجد أن تحضر ابنته دعد من أجل الاستماع إلى القصيدة الجديد، بالفعل حضرت دعد، وبدأ الشاعر يقول القصيدة، ولكن اللهجة التي كان يقول بها القصيدة متناقضة مع الكلمات، كانت لهجة الشاعر غريبة عن القصيدة، كما أنه يرفع صوته في القصيدة أكثر من المألوف، كانت الأميرة تشك في الشاعر.
الأمير وسر القصيدة
كانت القصيدة تهامية وكانت الأميرة تعرف هذه اللغة وطريقة نطقها جيدًا، مثلًا هناك أختلاف بين اللغة السعودية والسورية بالرغم من أنهم لغة عربية واحدة، كذلك كان هناك اختلاف بين اللغة التي يتحدث بها الشاعر، واللغة التهامية الموجودة في القصيدة، هنا أدركت الأميرة دعد أن هذا الرجل مخادع.
كانت نهاية القصيدة وأبياته تشير إلى أن ناظمها رجل من تهامة، هنا رفعت الأميرة دعد بذكائها الستار عن حقيقة هذا الشاعر، فقالت بصوت سمعه جميع من في المجلس، أقتلوا هذا الرجل فقد قتل صاحب القصيدة كما أنه انتحل شخصيته، أنه من قتل زوجي، عندها قبض عليه الرجال واعترف الشاعر بجريمته، ولكن أصبحت قصة وقصيدة عربية مجهولة النسب من حينها، وعرفت باسم القصيدة الدعدية.