من هو فريدريك إنجلز؟ هو أحد الأقطاب الرئيسية للفكر الاشتراكي، وهو من المساهمين الرئيسيين بجانب كارل ماركس في وضع الأساس الفكري للاشتراكية العلمية.
من هو فريدريك إنجلز؟
فريدريك إنجلز من مواليد الثامن والعشرين من نوفمبر عام 1820 بمدينة بارمن التابعة لمدينة فوبرتال بألمانيا، وقد نشأ في عائلة تتمتع بالثراء الكبير حيث كانت تمتلك مصانع كبيرة في كل من إنجلترا وألمانيا.
غادر فريدريك إنجلز مقاعد التعليم الأساسي قبل أن يتم السابعة عشر من عمره ولم يحصل على الشهادة الثانوية وذلك رغم أنه كان شغوفًا بالعلم ولذلك اطلع على الكثير من المؤلفات التي كانت موجودة في عصره لكبار الفلاسفة والمفكرين في الاقتصاد وذلك بجانب عمله في التجارة، وقد عمل كذلك في كتابة المقالات للصحف في الفترة ما بين 1839-1842.
أفكار فريدريك إنجلز
التحق فريدريك إنجلز في الفترة ما بين عامي 1841-1942 بالخدمة العسكرية في برلين، وفي هذا التوقيت التحق بالجامعة وكانت صفته طالب مستمع، وقد اهتهم في دراسته بعلم اللاهوت والفلسفة، وخلال تواجده في فريدريك إنجلز على مجموعة كانت تعرف باسم الهيغليين الشباب، وقد تأثر بشكل كبير بأعمال الفلاسفة مثل أرنولد روجه، وبرونو باور، وفريدريش شتراوس، ولودفيج فيورباخ، ولكن التأثير الكبير في فكر فريدريك إنجلز كان من خلال كارل ماركس بعد أن تعرف عليه بشكل مباشر في مدينة باريس الفرنسية خلال عام 1944، وقد توطدت العلاقة بين الشخصين من خلال الأنشطة والنضال من أجل نصرة العمال والترويج للشيوعية.
ويعد الفليسوف والمفكر الألماني فريدريك إنجلز من الأعمدة الرئيسة بجانب كارل ماركس في وضع الأساس العلمي للاشتراكية العلمية وبذل الجهد في الترويج لها في الأوساط العمالية المختلفة، حيث كان يرى أن طبقة البروليتاريا “طبقة العمال” تواجه الاستغلال وتعاني منه ويجب النضال من أجلها لتحقيق المساواة، ليكون فريدريك إنجلز التاجر الثري الذي انضم للفقراء من أجل تحقيق مطالبهم.
عمله مع ماركس
وأسس فريدريك إنجلز مع رفيقه كارل ماركس بعد خروجه من ألمانيا لجنة المراسلات الشيوعية في بوركسل عام 1846 وكان من مهام عمله تنظيم العمال الألمان وأن تكون البداية من باريس، وقد اتجه للندن من أجل الترويج للفكر الماركسي وذلك بهدف إقناع المجموعات الشيوعية بتبني الأفكار الماركسية.
وقد شغل فريدريك إنجلز مقعدًا بالمجلس العام للاتحاد الدولي للعمال في عام 1870، كما كان مستشارًا للحزب الاشتراكي الألماني في عام 1874، وكان فريدريك إنجلز من المطلعين على أوضاع العمال عن قرب وذلك عندما سافر للعمل في مصنع والده للغزل والذي كان يقع في مدينة مانشستر البريطانية وكتب حينها مقالة بعنوان وضعية الطبقة العاملة في إنجلترا، وكان هذا المقال تعبيرًا عن معاناة الطبقة العمالية وهو ما كان يمكن أن يقود ثورة في بريطانيا.
تأثير فريدريك إنجلز
وكانت هناك مقالة لفريدريك إنجلز بعنوان مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي وعمل من خلالها على تناول النظريات السائدة في عصره بالنقد والتحليل وقد اقترح إلغاء الملكية الخاصة باعتبارها أمرًا سئ وكانت هذه المقالة محل إعجاب من كارل ماركس، وكان الاثنين شريكان في كتابة بيان الحزب الشيوعي الذي تم تقديمه في المؤتمر الأول للشيوعيين في عام 1847 بلندن وتعرف هذه الوثيقة حاليًا بالبيان الشيوعي.
وكان هذا البيان يرى أن طبقة العمال هي التي تستطيع تحقيق التحول التاريخي وتحقيق المساواة في المجتمع حيث أنها الطبقة التي تعاني من الاستغلال، وأكمل فريدريك إنجلز بعد وفاة كارل ماركس كتاب رأس المال، كما ترك فريدريك إنجلز العديد من المؤلفات كوضعية الطبقة العاملة في إنجلترا، وكتاب حرب الفلاحين في ألمانيا، وكتاب أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة، بالإضافة لكتاب الرد علي دوهرينج، وقد توفي فريدريك إنجلز في شهر أغسطس عام 1895 في لندن وكان عمره أربعة وسبعين عامًا.