قصة خيالية عن الجمل الأعرج والسباق، يُحكى أن في قديم الزمان كان هناك جمل يعاني من قدميه، فكان لا يجيد المشي، أنه الجمل الأعرج، لم يكن هذا الجمل يثير الاهتمام، كما أنه لم يثير العطف، فقد تعود من في القرية على مظهره هذا، في يوم من الأيام، كانت هناك مسابقة للجمال، وكانت مسابقة الموسم، حيث تتخذ المسابقة من خط البداية وصعود الجبل الوعر، ثم الهبوط من عليه، والعودة لخط البداية من جديد، لأن المسابقة لا تعتمد على الجري فقط بل الجري والوثب والصعود.
قصة خيالية الجمل الأعرج
تقدم أسرع جمال القرية، ولكن على غير المتوقع، دخل الجمل الأعرج على منظم السباق، وقال له: أريد الانضمام في هذا السباق، ضحك الجميع من الجمل، كانوا يظنون أنه يمزح، ولكن الجمل قال في إصرار: أريد الانضمام في السباق، عرف الجميع حينها أن الجمل لا يمزح، ولكنه يرغب في الانضمام بالفعل، هنا نظر إليه منظم السباق وقال له: ولكنك يا عزيزي الجمل أعرج، وهذا السباق غير مناسب لك، حيث أنه يعتمد على الجري والوثب لمسافات بعيدة.
كان منظم السباق لا يريد تحمل مسؤولية الجمل، ربما أصيب إصابات بالغة في هذا السباق وترتب على هذا إعاقته وعدم قدرته على المشي مطلقًا، ولكن الجمل عرف ما يدور في عقل منظم السباق، فقال له: سوف ادخل هذا السباق، وأي حادث سوف أتعرض له يكون على مسؤوليتي الشخصية، وسوف أكتب لك توقيع بهذا الكلام.
الجمل في السباق
حكاية الجمل ليست قصة خيالية عن الإصرار وتحدي الإعاقة فحسب، بل هناك الكثير من الأبطال في العالم تمكنوا من تحدي الإعاقة بالفعل، ونعود للقصة ونجد أن الجمل وقع بالفعل على قرار تحمله المسؤولية الشخصية إن تعرض لحادث في هذا السباق، أراد منظم السباق أن يجعل الحدث مشوق للجميع، فأعلن في القرية أن هناك مفاجأة من العيار الثقيل يحدث لأول مرة في هذا السباق، بالتالي زاد عدد الحضور ليشاهدوا المفاجأة.
مفاجأة السباق
وقف جميع الجمال على خط البداية، ولكن كان هناك مكان لجمل واحد، عندها أعلن منظم السباق عن دخول المتسابق الأخير، أنه الجمل الأعرج، هناك تعالت الصيحات في السباق، بعض المشجعين كانوا يضحكون على الجمل الأعرج، والبعض الأخر منهم كان يشعر بالخوف الشديد على هذا الجمل الطيب، أما الجمال المتسابقين كانوا البعض منهم يبتسم بسخرية والآخر لا يهتم بالجمل الأعرج، وقف الجمل في خط البداية وأعلن الحكم بدء الانطلاق وانطلق الجميع في سرعة كبيرة ما عدا الجمل الأعرج.
بداية السباق
لم تكن بداية السباق للجمال، كانوا في المنتصف و قريبين جدًا من الجبل الذي يحتم عليه السباق صعوده، ولكن الجمل الأعرج كان على بداية السباق، كان يسير ببطء بسبب عدم قدرته على الحركة، أما الجمال بعد أن وصلوا إلى الجبل لم يتمكنوا من الصعود، لأنهم بذلوا مجهود كبير في الجري جعلهم يشعرون بالتعب، البعض منهم وقع في منتصف الجبل والبعض الأخر وقع في القمة ولم يقدر على النزول، كان الأمر شاق، خصوصًا في درجة حرارة الشمس المرتفعة.
أما صديقنا الجمل الأعرج وصل إلى الجبل، ولأنه كان يسير بطء لم يشعر بالتعب، وتمكن من صعود الجبل خطوة خطوة، حتى وصل إلى قمته في ثبات وإصرار، وعندها نزل إلى الجبل بنفس الخطوات، وعندما نزل لأسفل الجبل، صاري يجري بأقصى قوة عنده، عندما شاهد الجمال هذا الأعرج وهو يريد اللحاق بخط البداية كانوا يصرخون في ذهول ونزلوا جميعهم من على الجبل للحاق به، ولكن الجمل تمكن من الوصول وفاز بالسباق، قصة خيالية تعلمنا أن الإعاقة الجسدية ربما تكون محفز لك في النجاح والتفوق.