علم النفس هو العلم الذي يهتم بدراسة سلوكيات الفرد وتفكيره وشخصيته ومدى وتأثرها بالعوامل الخارجية أو مشاعر داخلية، وآليات استجابته لتلك المؤثرات، وهو علم حديث نسبيا على الرغم من تاريخه الطويل، حيث أنه لم يأخذ شكل العلم المستقل حتى الربع الاخير من القرن التاسع عشر، هذا وسوف نقدم لكم في هذا المقال معلومات في علم النفس ونشأة هذا العلم.
تعريف علم النفس
يمتد تاريخ علم النفس إلى التراث الشرقي القديم وتحديدا في الهند وبلاد الفرس، وانتقل إلى بلاد الإغريق وتأثر بشدة بالحركة الفلسفية هناك بقيادة سقراط وأفلاطون وأرسطو، وقد مر علم النفس بثلاث مراحل أساسية وهي:
المرحلة الأولى: المرحلة الفلسفية
وهي الفترة التي كان علم النفس بها مرتبط بالفلسفة في اليونان القديمة، حيث اهتم الفلاسفة بدراسة ماهية النفس البشرية للوصول إلى حقيقتها المجردة، وذلك بسبب اعتقادهم بأن النفس هي الروح، والروح هي مصدر السلوك الإنساني، وقد عرف الفلاسفة علم النفس على أنه علم دراسة الحياة العقلية، كما اهتموا بتفسير مدى تأثير الحركة والإدراك والتفكير والحس والأحلام على تغير السلوك.
المرحلة الثانية: المرحلة الفسيولوجية
وهي المرحلة التي بدأ فيها علم النفس يأخذ شكل العلم المستقل عن الفلسفة، وقد ارتبطت دراسة علم النفس خلال هذه الفترة بعلم وظائف الأعضاء، واستخدم العلماء الأسلوب التجريبي لتحديد قواعد علم النفس، وعرفه العلماء في هذا الوقت بأنه علم الحياة العقلية الشعورية واللاشعورية.
المرحلة الثالثة: مرحلة الاستقلال
وفي هذه الفترة ظهر علم النفس كعلم مستقل بذاته عن علم وظائف الأعضاء والفلسفة، وأصبح له قواعده الخاصة، وحدد العلماء مجال علم النفس في دراسة السلوك الظاهري باستخدام المنهج التجريبي والاعتماد على الملاحظة، ومن هنا ظهر تعريف علم النفس باعتباره العلم الذي يجمع بين العقل والسلوك، والشعور واللاشعور، وهو علم دراسة السلوك.
التعريف اللغوي لعلم النفس
هي كلمة يونانية تتكون من جزئين، الأول هو psych ومعناه النفس أو الروح أو العقل، والثاني هو logy ومعناه علم، وبذلك يصبح علم النفس هو علم دراسة الروح والنفس والعقل، ويمكن أن نعرف علم النفس على أنه العلم الذي يقوم بدراسة السلوك الإنساني والحيواني وتأثير تغير السلوك عند التعرض لمثيرات خارجية.
معلومات في علم النفس
تنقسم دراسة علم النفس الحديث إلى 5 مدارس مختلفة وهما:
المدرسة البنائية
أسسها العالم الألماني “ويلهلم فونت”، حيث حدد فونت مجال علم النفس في دراسة الخبرة الداخلية الشعورية لدى الأفراد بشكل مباشر، واستخدم منهج الاستبطان لتحليل تلك الخبرة إلى وعي وتفكير ومعرفة.
المدرسة السلوكية
أسسها العالم الأمريكي “جون واطسون”، حيث نظر واطسون إلى علم النفس على اعتبار أنه علم سلوك يمكن قياسه وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه، مثل الضحك والبكاء واللعب والبكاء وغيرها من السلوكيات الإنسانية الأخرى، وتركزت دراسته على الملاحظة الخارجية للأفراد بدلا من البحث في الذات الداخلية.
مدرسة التحليل النفسي
أسسها العالم النمساوي “سيجمونت فرويد”، وقد اهتمت بدراسة تأثير المشاعر الداخلية اللاشعورية والمؤثرات الخارجية على تغير السلوك، وقال فرويد أن هناك قوى داخلية هي التي تتحكم في سلوك الأفراد، مؤكدا على الأثر الخطير الذي تمثله مرحلة الطفولة على شخصية الإنسان في المستقبل.
مدرسة الجشطلت
أسسها ثلاث علماء ألمان وهم: “ماكس فرتهيمر” و”ولفانج كوهلر” و”كورت كوفكا”، وقد أكدت على أن إدراك الإنسان لما يدور حوله يبدأ أولا من إدراك الصورة الكلية وليس عناصرها الجزئية، مما يعني أن الكل أكبر من مجموع الأجزاء مقسمة.
المدرسة المعرفية
تأسست على يد مجموعة كبيرة من العلماء وأبرزهم: سكينر واستيرنبرج وديفيد أوزبل، وقد أكدت المدرسة المعرفية على أن هناك عدد كبير من العمليات العقلية التي تحدث ما بين حدوث المثير واستجابة الفرد، وذلك باستخدام المنهج الموضوعي لفهم العمليات المعرفية والأسس التي يقوم عليها تكوين المعلومات في العقل.