يوجد شبه إجماع بين علماء النفس وغيرهم من المهن بالعمليات النفسية خصوصا التفكير، على أنه يمكن تنمية التفكير من خلال أحد اتجاهين رئيسيين، أولهما تنمية التفكير من خلال برامج خاصة، وثانيهما تنمية التفكير من خلال المقررات الدراسية التي يدرسها الطلاب وفي هذا الاتجاه صممت بعض البرامج التي تهدف إلى تنمية التفكير لدى الطلاب ومن هذه البرامج:
وسائل تنمية التفكير
برنامج تسريع التفكير
وقد ظهر هذا البرنامج في بريطانيا بهدف تسريع نمو مهارات التفكير العلمي لدى الطلاب في مجال العلوم، ومن ثم نقل هؤلاء الطلاب هذه التنمية المجالات دراسية أخرى وبالتالي رفع مستوى التحصيل الأكاديمي لديهم.
ويتألف هذا البرنامج من ثلاثون نشاطا يتم تدريب الطلاب عليها في حصص إضافية مدة كل منها ساعة ونصف كل أسبوعين، ويستمر تنفيذه قرابة العامين. ويركز البرنامج الحالي على ما يلي:
المناقشات الصفية
حيث يجري المعلم بعض المناقشات الهادفة مع الطلاب قبل وأثناء وبعد ممارستهم لنشاط المقصود، ويتخلى المعلم كثيرا في هذا البرنامج عن دوره التقليدي باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة داخل الفصل، وإنما يصير دوره منحصرا في توجيه الطلاب وتيسير عملهم ليصلوا إلى المعلومات والنتائج بأنفسهم. وفي بداية النشاط يقوم المعلم بتحديد طبيعة النشاط المراد ممارسته، وكيفية تنفيذه، وتحديد الدوار والتنسيق بين مختلف الطلاب.
التضارب المعرفي
حيث يضع المعلم طلابه أمام معلومات أو مشاهدات مفاجئة بالنسبة لهم وربما تكون متعارضة مع توقعاتهم، فيستثاروا معرفيا بغية إزالة الغموض أو حل هذا التضارب. ويضطر الطلاب لإعادة فحص معارفهم ومحاولة التوافق مع المعلومات والمتغيرات الجديدة، حيث يتم تنمية مهاراتهم المعرفية.
التوظيف المعرفي
وهو يعني مساعدة الطلاب على تنمية مهاراتهم ذات الصلة بتطبيق خبراتهم والاستفادة منها وربطها بمجالات أخرى، بل والاستفادة منها في حياتهم العملية، وبذلك يتمكن الطلاب من تكوين روابط أو جسور بين مختلف المعارف والخبرات، وبذلك يتحقق مبدأ هام من مبادئ التعلم وهو انتقال أثر التعلم أو الخبرة أو التدريب.
الوعي بالتفكير
وتسمى أيضا التفكير فيما وراء التفكير، ويقد به وعي الم بطريقته في التفكير، وبالأسباب التي دفعته لإتباع هذه الطريقة أو الإستراتيجية في التفكير دون غيرها، وما الذي يميزها عن الاستراتيجيات الأخرى، فأثناء عملية التفكير يتصف الفرد باليقظة العقلية والمراقبة الذاتية لطريقته في معالجة القضايا والمشكلات المختلفة، لأن هذا الوعي من قبل المفكر ينمي لديه العديد من مهارات التفكير.
برنامج تحسين التفكير بطريقة القبعات الست
وقد وضع هذا البرنامج في الأصل “إدوارد دوبونو” والذي . تصور وجود ستة ألوان أو أنواع من التفكير تتوافق مع ستة ألوان ولكل لون منها ما يميز نوع التفكير الذي يتبعه الفرد فيها، وهذه الأنواع هي:
تفكير القبعة البيضاء
وهو نوع من أنواع التفكير يتناول الأرقام والحقائق والبيانات الإحصائية، ولا يهتم بالناحية العاطفية أو الانفعالية للأفراد وإنما يتعامل مع الفرد باعتباره حاسب آلي فقط، وهو تفكير يهتم بجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات ذات الصلة بالقضية أو المشكلة أو الموضوع فقط ولا يستحب فيه الخوض في المعلومات غير الهامة أو غير الضرورية، وإنما يتم فيه جمع المعلومات بقدر الاحتياج إليها فقط.
تفكير القبعة الحمراء
وهذا النوع من التفكير على النقيض من النوع السابق يهتم بالعواطف والانطباعات والحدس والتخمين، ويعتبر العواطف هي الزاد والوقود الذي يحرك النشاط العقلي ويحفزه، ولا يجب التقليل من دور العواطف والمشاعر والحالة المعنوية للطلاب داخل الفصل أو مع الأطفال والكبار بشكل عام أثناء التفاعل الاجتماعي أو النقاش العلمي، لأنها يمكن أن تحفز الأفراد كما يمكنها أن تثبط من همهم وعزيمتهم.
تفكير القبعة السوداء
وهو التفكير الذي ينصب جل اهتمامه على إبراز النواحي السلبية في الموقف أو النظام أو الموضوع، وهو الذي يمارسه المفكر خلال هذا النوع من التفكير المسمى بالتفكير الناقد، وبالطبع يستند التفكير الناقد إلى معايير معينة تتم عملية النقد على أساسها، وليس مجرد النقد الذي يستند إلى انطباعات الفرد الذاتية وآراءه الخاصة.
تفكير القبعة الصفراء
وهو عكس تفكير القبعة السوداء حيث يركز على إظهار وإبراز النواحي الإيجابية في الموضوع أو المشروع، وبالتالي يخلق جوا مفعما بالتفاؤل والإقبال والنشاط، ولكن التمادي في هذا النوع من التفكير ربما تكون له آثاره السلبية لأنه يمكن أن يشعر الأفراد ببلوغهم الغاية، وبذلك غير مطلوبا منهم بذل مزيد من الجهود، وقد يقودهم ذلك إلى أحلام اليقظة وبناء قصور على الرمال.
تفكير القبعة الخضراء
وهو يشير إلى التفكير الإبداعي أو التفكير الابتكاري الذي يعد الوسيلة الوحيدة للوصول إلى التكنولوجيا وتطويرها وتعظيم الاستفادة منها.