سوق الموسكي هو أحد أشهر الأسواق الشعبية في مصر، وهو أحد الأسواق التاريخية في مصر، ويحكي سوق الموسكي الكثير من الحكايات عن التاريخ المصري الحديث.
تاريخ سوق الموسكي
يمتد تاريخ سوق الموسكي لنحو تسعة قرون، حيث عرف السوق بداية من عهد الدولة الأيوبية، حيث أنشأ سوق الموسكي الحالي والذي هو أحد شوارع منطقة الأزبكية الأمير عز الدين موسك، وهو ابن خال السلطان صلاح الدين الأيوبي، وقد عاش موسك في هذه المنطقة والتي كانت تعرف بالربع وعرفت باسم قنطرة الموسكي، واحتوى سوق الموسكى قريبًا على قصور الأمراء والعديد من أملاك قيادات الدولة الأيوبية.
وقد عاش في سوق الموسكي مؤسس الدولة الأيوبية صلاح الدين الأيوبي عقب عودته من الشام، وكان سوق الموسكي منذ نشأته منطقة حيوية تضمن الكثير من الحوانيت والخانات التجارية ويغلب عليها الطراز العربي الإسلامي.
وقد تعرض سوق الموسكي وقنطرته للهدم على يد الحملة الفرنسية خلال غزوها لمصر بين عامي 1798-1801م، حيث هدم الفرنسيين ربع الموسكي وما جاوره حتى البوابة المعروفة باسم العتبة الزرقاء وصولًا لخان الخليلي، وأنشأ الفرنسيين حوائط من الحجر على أنقاض القنطرة المهدومة، كما تم هدم بيوت الأمراء الأيوبيين وأخذوا الأخشاب منهم من أجل بناء القلاع الجديدة، وأنشأ الفرنسيين طريقًا على حطام ربع الموسكي والقنطرة وصولًا لمسجد أزبك، ولكن احتفظ هذا الطريق باسم الأمير عز الدين موسك وعرف بالموسكي لاحقًا، كما ظل محتفظًا بالطابع التجاري حتى الوقت الحالي.
الموسكي في عهد الأسرة العلوية
كان من أولويات محمد علي خلال فترة حكمه لمصر بمد الطرق وتوسعتها لتعزيز التجارة بين الوجه البحري والقبلي، واهتم بشكل كبير بمنطقة سوق الموسكي لما لها من أهمية تجارية حيوية كانت تجذب الأجانب إليها، ولذلك أقدم محمد علي على تمهيد منطقة الموسكي وقام بتوسعتها من خلال إنشاء شارع السكة الجديدة والذي يعرف حاليًا بشارع الأزهر، وخلال ترقيم وتسمية شوارع القاهرة أطلق اسم شارع الموسكي على هذه المنطقة وصولًا للاستبالية الملكية في الأزبكية.
ونظرًا لأهمية حي وسوق الموسكي قام رجال أعمال أجانب بإنشاء ثلاث مدارس للبنين في حي الموسكي خلال عام 1854م، كما استأنف الخديوي إسماعيل عمليات التطوير وجعل منطقة الموسكي ضمن خطة تطوير القاهرة والتي تعرف حاليًا بالقاهرة الخديوية حيث كان الخديوي إسماعيل يسعى لجعلها باريس الشرق، وتطورت منطقة الموسكي في عهده وامتدت لمنطقة الجامع الأزهر، وتميز سوق الموسكي في طرازه المعماري ما بين الطرز الإسلامية والأوروبية، وضمت ثلاث مسارح، واتسمت المنطقة بشكل رئيسي بالطابع التجاري.
سوق الموسكي حديثًا
يستمر سوق الموسكي كمنطقة تجارية حيوية وسط القاهرة على امتداد تسعة قرون، ويضم الكثير من المعالم الأثرية الإسلامية والمسيحية، وإن كانت مساحة سوق الموسكي صارت أقل مما كانت عليه بكثير، حيث تنحسر في الوقت الحالي في المنطقة القريبة من حي العتبة وذلك نظرًا لعمليات التطوير الإداري في القاهرة، وتشتهر في الوقت الحالي بأنها سوق تجارية شعبية.