تعتبر مسرحية شهرزاد للأديب الكبير توفيق الحكيم من أهم أعماله، وأكثرها صيتًا، فقد اعتمد الحكيم في كتابة مسرحية شهرزاد، على قصص ألف ليلة وليلة، لكنها كانت عمل فلسفي يغوص في أعماق النفس، وتفتش عن مسببات أفعال البشر، ويفسر بنظرة فاحصة التفكير البشري، وتعد مسرحية شهرزاد أقوى ثاني عمل لتوفيق الحكيم.
ولاقت مسرحية شهرزاد نجاحًا كبيرًا، حتى أنها نقلت إلى كثير من اللغات الأجنبية، ومن بينها الفرنسية والإنجليزية، وقد أخفى الكاتب تلك الأخبار، هربًا من توجيه اللوم والنقد إليه، لأنه يرى في ذلك مجرد عرض غير مجدي لعمله.
وتعتبر تلك الرائعة مسرحية شهرزاد في قمة النضج والكمال الدلالي، حيث أنها جاءت أقوى من قصص ألف ليلة وليلة، فقد كانت أفكارها جديدة وذات مغذى حيوي.
نبذة عن مسرحية شهرزاد
تدور أحداث تلك المسرحية في مملكة الملك شهريار، المأخوذ من قصص ألف ليلة وليلة، حيث يتجول الملك ويراجع تلك القرارات التي أمر بها في ليلة أمس، وما الذي منعه من الأمر بقتل شهرزاد كما أمر بقتل زوجاته من قبل، وذلك بسبب ظنه السيء الذي يظنه في جميع النساء، فهو يراهن جميعهن غادرات ومنافقات، لا يؤتمن لديهم السر، ولا يحفظن حقوق أزواجهن، وكل هذا بسبب خطأ زوجته الأولى، التي خانته مع رجل آخر، ولأنه كان يكن لها الكثير من الحب، ما تصل به لدرجة الجنون، إلا أنه قتلها وقتل ذاك الرجل معها، وقرر أن يتزوج كل يوم امرأة ويأمر بقتلها في الصباح التالي، فأحزنت هذه الأفعال شهرزاد التي كانت تقلق من أجل بنات قريتها، فقررت أن تجد حلًا لتلك الكارثة، وهي أن تتزوج هذا الملك، وتلهيه عن قراره كل يوم بقصة جديدة لا تنتهي حتى صياح الديك، فتوهمه بأن لها جزء آخر، ويأجل الملك قتلها حتى تنهي قصصها.
ولكثرة قصص شهرزاد ومدى حكمتها، ومعرفتها بأمور يجهلها أغلب الحكماء حتى أنه هو نفسه يجهل البعض منها، يدخل قلبه الضعيف مرة أخرى الشك، فيريد أن يعرف مصدر معرفة تلك الفتاة الصغيرة لكل ذلك العلم، ويفكر بأنها لا تختلف عن جميع من سبقنها من زوجاته، تخفي الخيانة في ملابسها، لكنه لم يجد سببًا لقتلها، فقرر البحث عن سر ذاك العلم، وتلك المعرفة لكنه لا يجد إجابة لسؤاله، فيضطر للترحال ليجد إجابة لكنه لم يجد، وانتهت المسرحية نهاية عجيبة جدًا حيث أن الملك اختفى، فتعددت الأقوال عن أنه انتحر أو هرب من المملكة.
اقتباسات من مسرحية شهرزاد
“سألها شهريار: “من أنت؟ هل تحسبينني أطيق طويلا هذا الحجاب المسدل بني وبينك؟.” فغمغمت شهر زاد بهذه الكلمات الخفيفة المشرقة: “وهل تحسبك، أيها الطفل، لو زال هذا الحجاب، تطيق عشرتي لحظة؟”.
“أصبت، هو مرض الرحيل, كما تقولين، من استطاع تحرير جسده مرة من عقال المكان, أصابه مرض الرحيل، فلن يقعد بعدئذٍ عن جوب الأرض حتى يموت”.