تناولت رواية كوخ العم توم مشاكل العبودية المنتشرة آن ذاك في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنها نشرت قبل صدور القرار بتحرير العبيد. صورت رواية كوخ العم توم المآسي التي يمارسها البشر في الدولة الأمريكية، مما أغضب الكاتبة وسعت لتبديل الوضع، وإعطاء العبيد حقوقهم، والحد من الجرائم التي ترتكب ضدهم، حتى أن القانون لا يمنع تلك الانتهاكات، ويحرمون من أن يعيشوا حياتهم وتكوين الأسرة، ومن أقل الحقوق الإنسانية، وقد اعترف أحد المؤرخين بأن هاربيت بيتشر ستو، استطاعت أن تؤلب ضمير القراء تجاه تلك المعاناة، التي يحيا فيها الكثير من العبيد، باستعانتها بتقديم الرواية المأساوية كوخ العم توم، فغضب المجتمع الامريكي لمعرفته بما يحدث حوله وفي بلاده من نظام الرق القاسي.
نبذة عن رواية كوخ العم توم
رواية كوخ العم توم تتحدث عن هذا الرجل، الخادم عند أحد الأثرياء، ويؤدي أعماله بإخلاص، وكان يمتاز بالتواضع، والطيبة والمحبة، مع مشاعره الرقيقة.
ولتعذر سيده يضطر لبيعه، وبيع ابن إحدى خادماته، فتهرب الخادمة ويرفض توم الهرب، وتساعد الخادمة الهاربة أسرة من تلك الأسر التي تعارض العبودية والسخرة في المجتمع، ويشاء القدر أن تلتقي الخادمة مع زوجها وابنها ويفرون إلى كندا في رحلة خطرة جدًا.
ويقابل العم توم وهو على ظهر السفينة التي تحمل العبيد للبيع، يلتقي بطفلة وتتعلق به لطيبته، فتشتريه أسرتها الغنية، ولفرط حبها للعم توم توصي والدها بتحريره، بعد موتها بالمرض الشديد، فيموت والدها بدون أن يتم الوصية، وتبيعه الأم لرجل قاسي وشرير، فكان يلقى من المعاملة السيئة ما لا يلقاه أحد، مع شدة إخلاصه وتفانيه في العمل، وحاولت زوجته أن تعمل أكثر من طاقتها لجمع المال وتحريره، وحينما يجده جورج ابن سيده القديم، يكون في لحظاته الأخيرة، ويموت دون أن يتحرر، ويكون ذلك المشهد سببًا في تحرير الكثير من العبيد، حيث أقسم جورج أن لا يشتري عبدًا مرة أخرى، وأن يحرر من عنده، وقال لهم: ” انطلقوا إلى الحرية؛ ولكن تذكّروا أنّكم مدينون لذلك الرجل الطيب العم توم، وردّوا ذلك الجميل لزوجته، وأبنائه، وفكروا بحريتكم كلّما رأيتم كوخ العم توم، واجعلوه نصباً تذكارياً؛ لكي تسيروا على خطاه وكونوا مؤمنين؛ وأوفياء كما كان”.
مؤلفة رواية كوخ العم توم
كتبت رواية كوخ العم توم الكاتبة الأمريكية، هاربيت بيتشر ستو، وهي مسيحية، وكان والدها يعمل في التبشير المسيحي، وكا من المشهورين في ذلك المجال، وولدت بيتشر في بداية القرن التاسع عشر، بعد ستة أخوة قبلها، وكانت وفاة والدت بيتشر سبب كبير ترك أثرًا واضحًا على شخصيتها الحزينة، حيث أن والدتها توفت وهي طفلة، وكانت متعلمة وذات ثقافة كبيرة، في شتى العلوم، وشاركت في حركات نسائية، وعملت كمدرسة.
وكان زوجها كالفين ستو مساعدًا لها لاهتمامه بقضايا العبيد ومشاكلهم، وكان يأوييهم في أماكن تابعه له حينما يهربون، وكان لديهم ستة أبناء وواحد سابع مات بالكوليرا، وقد كان من الأحزان التي مرت بها هارييت وتركت عليها أثرًا واضحًا في كتاباتها.