الصبر على البلاء أو الأوقات الصعبة التي يمر بها المسلم هي ابتلاءات للمسلمين من الله سبحانه وتعالى، دين الإسلام هو رمز حياة كامل يوجهنا ويعلمنا في كل جانب من جوانب الحياة.
يعلمنا الإسلام أن علينا أن نتحلى بالصبر في الأوقات الصعبة وبهذه الطريقة لدينا إيمان قوي بالله العظيم أنه لن يتركنا وحدنا، والجدير بالذكر أنه تم ذكر لفظ الصبر في القرأن الكريم مائة وأربع مرة
قال الله تعالى لأولئك الذين يواجهون صعوبات أو ابتلاءات أنه معهم من خلال توجيههم ودعمهم ومنحهم نصرًا واضحًا:
قال الله تعالى (سبحانه وتعالى) في القرآن الكريم: ﴿ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الأنفال: 46)
قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: 24)
قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾ [النحل: 126]
تعريف الصبر
الصبر هو صفة من خصائص البشر، ومعناها هو الرضا التام بما قدره الله تعالى وعدم الشكوى لغير الخالق،الصبر هو وسيلة ممتازة للمسلم حتى يتغلب على المصاعب والأضرار والقلق، فالصبر على المحن والبلاء يوفر لنا مقاومة ضد الضعف ويمنحنا الصمود في طاعة الله سبحانه وتعالى، علاوة على ذلك، فإن الصبر هو سلاح المسلم الذي من خلاله سينجح في هذا العالم وفي الآخرة.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “…..إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ” (10الزمر)
فوائد الصبر
الصبر هو مصدر كل المكافات، أبلغ الله سبحانه وتعالى المسلمين الذين يتحلى بالصبر في الأوقات الصعبة في الآية التالية: ؛ قال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2,3]
الصبر يجلب القوة وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)
وقد حفظ الله سبحانه وتعالى لأولئك الذين صبر. يقول الله تعالى في القرآن الكريم ، ” إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (11)هود
أولئك الذين سيبقون صبورًا سيدخلون الجنة. قال الله تعالى في القرآن: قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)الزمر)
مكافآت الصبر على البلاء
- جاء في الحديث: إن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه والنبي ﷺ يقول: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل وهم أحباب الله، فالابتلاء يبتلى به الأحباب ليمحصهم ويرفع درجاتهم، وليكونوا أسوة لغيرهم حتى يصبر غيرهم يتأسى بهم؛ ولهذا قال ﷺ: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل وفي رواية: ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء.
- الشخص الذي يحبه الله سبحانه وتعالى يبتليه ،لذاافالصبر هو فضيلة، والتي تمكن الفرد من المضي قدما في الصبر على بلاءه وكسب رضا الله.
- مرات كثيرة ، في حياتنا يحدث شيء لنا ، ونحن نشعر أن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لنا، ولكن بعد زوال هذا العرض ، ويأتي اليسر بعد العسر، لذلك ، من المهم أن يتحلى المؤمنون بالصبر وأن يعلموا أن الله سبحانه وتعالى كافٍ لنا وهو أفضل منظم لجميع شؤوننا، سوف يرشدنا إلى ما هو جيد بالنسبة لنا في هذه الحياة والآخرة أيضًا.
- إذا لم نحصل على ثواب الصبر في هذا العالم ، فمن المؤكد أنه سيكافانا الله سبحانه وتعالى من أجل الآخرة التي لن تنتهي أبدًا.
- قال: (ما يصيبُ المؤمنَ من وصبٍ ، ولا نصبٍ ، ولا سقمٍ ، ولا حَزنٍ ، حتَّى الهمَّ يُهمُّه، إلَّا كفَّر به من سيِّئاتِه)، وروى البخاري بسندٍ صحيح أن – النبي صلى الله عليه وسلم – قال: (ما مِن مصيبةٍ تصيبُ المسلِمَ إلَّا كفَّرَ اللَّهُ بِها عنهُ ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها)فكثرة البلايا تذهب الخطايا، فيكون العبد بذلك طاهراً نقيّاً من الذنوب مُقرّباً من الله، وقد روي أن النبي – صلى الله عليه وسلم قال: (من يُرِدِ اللَّهُ بِه خيرًا يُصِبْ مِنهُ)، كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أيضاً في روايةٍ أخرى: (إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم ، فمن رضِي فله الرِّضا ومن سخِط فله السُّخطُ). وقد روي أنَّ النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ).
أنواع الصبر
الصبر له أنواع وأشكال مختلفة، فيما يلي بعض أنواع الصبر التي يجب أن نعرفها:
- أظهر الصبر أثناء طاعة الله سبحانه وتعالى من خلال القيام بجميع أنواع الأعمال الصالحة وأعمال العبادة.
- اظهار الصبر من خلال عدم ارتكاب الخطايا والأفعال الشريرة.
- اظهروا الصبر على المحن والمصائب التي ابتلى الله بها عباده.
أشياء يجب تذكرها عند الابتلاء
- الأوقات الصعبة أو الابتلاء هي جزء من قانون الله في هذا الكون، كل صعوبة تأتي من الله سبحانه وتعالى يختبر المؤمنين في أوقات الشدة. البلاء أو الابتلاء هي جزء من الاختبارات التي يمر بها الأشخاص، في بعض الأحيان يصبح الابتلاء مصدر التعلم،ويمكننا أيضًا أن نقول تطهيرًا من الخطايا وتكفير عن الذنوب في الحياة الدنيا.
- قد يكون الابتلاء بمثابة اختبار للصبر، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: ” فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5)الشرح
- يبحث الأشخاص عن أدلة يمكن أن تساعدهم في اجتياز الأوقات الصعبة أو الابتلاءت التي يواجهونها في الحياة.
- في بعض الأحيان تنجح هذه الأدلة في حين أنها في حالات أخرى تفشل في توفير الحل الذي يبحث عنه القارئ فيها.
- إن كون الإسلام رمزًا للحياة يوفر طرقًا يمكن للمسلمين أن يقاوموا بها المصاعب ويتغلبوا عليها، حيثيحتوي القرآن الكريم والسنة الشريفة على معلومات عن طبيعة المصاعب أو الأوقات الصعبة، لذا نقدم بعض النصائح التي يجب على المسلم أن يتذكرها خلال البلاء:
قد أظهر لنا الله تعالى أداتين لاستخدامهما في أوقاتنا الصعبة أو خلال البلاء من خلال الأية:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (153) البقرة
- من خلال الصلاة ، نتواصل مع الله عز وجل الذي لديه مفاتيح لجميع المشاكل أو الصعوبات.
- والصبر يعني صراعًا مركَّزًا لتحقيق أهداف الفرد والبقاء صامدًا ضد كل الصعاب، لذا يجب على المسلم أن يدرك أن مركز كل شيء ، سواء كانت السهولة أو المشقة ، هو الله ، وبالتالي ، فإن الشيء المنطقي الذي ينبغي عمله هو التوجه نحوه وطلب المساعدة واللجوء له في وقت الرخاء وشكره على نعمه قبل بلاءه.
- مر نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بالكثير من الأوقات الصعبة على المستويين الشخصي والمجتمعي، كانت حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ناجحة للغاية، ومع ذلك ،كانت الحياة الأكثر تحديا، بفضل رغبة الله تعالى وإرشاده، تمكن (صلى الله عليه وسلم) من مواجهة جميع التحديات التي واجهها (صلى الله عليه وسلم) وخرج من أوقات عصيبة أقوى بكثير من أي وقت مضى.
- الإسلام يعلمنا أن نثق بالله سبحانه وتعالى أثناء البلاء، يجب أن نثق برحمته، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)”الملك)
- يذكرنا الله سبب هذه الابتلاءات ” {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}، فالابتلاء هي إظهار أولئك الذين هم صادقين وأولئك الذين ليسوا كذلك.
- يعاني كل شخص من صعوبات ومشاكل، وقد يكون من الصعب للغايةمواجهة هذه المشاكل، كثير من الناس يفقدون الأمل وقت البلاء، لذاكن صامدًا والحل هو إعادة التواصل مع الخالق يمكن أن يساعد في نواح كثيرة على أن تكون إيجابيًا وأملًا في الأوقات الصعبة.
- لذا لكوننا مسلمين، يجب أن نتحلى بالصبر في حياتنا اليومية، يجب علينا التحلي بالصبر في كل حالة للحصول على مكافآت من الله سبحانه وتعالى، يجب أن نستغل وقت البلاء لتحسين علاقتنا بالخالق عز وجل، فهو القادر على تغيير الحال إلى الأفضل، يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم:
” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (28الرعد)