الصداقة من أكثر الموضوعات التي حظيت باهتمام الحضارات الإنسانية على مر التاريخ البشري. كيف تختار صديقك ؟ كان تساؤلًا سباقا في كل التراث الفني والأدبي الذي تركته كل هذه الحضارات.
كيف تختار صديقك ؟
وفي هذا الصدد، نجد أن التراث العربي أولى اهتماما كبيرا بموضوع الصداقة وكيفية اختيار الصديق، وهو ما يتضح بقوة في الأشعار الكثيرة التي تناولت هذا الموضوع، وبينت أهمية وجود الصديق في حياة الإنسان، وخطورة سوء التصرف في هذا الاختيار. وكم من شاعر عربي، على مر العصور العربية المختلفة في الشعر، بداية من الشعر الجاهلي، أو الشعر في العصور ما بعد ظهور الإسلام، وحتى عصور الشعر الحديث، كل هؤلاء الشعراء اهتموا بكيفية اختيار الصديق.
قواعد مهمة في اختيار الصديق
هناك مجموعة من القواعد التي يمكن الاعتماد إليها أثناء الإجابة على سؤال كيف تختار صديقك ؟ وإن كان من الصعب أن نضع قواعد محددة يرتكن إليها الجميع، بسبب اختلاف الطباع من شخص لآخر، لكن هناك قواعد عامة لا يمكن الاختلاف عليها، منها:
الأخلاق والتربية
أول قاعدة يجب أن تتبعها أثناء اختيار صديقك، أن تحرص على اختيار من يتحلى بالأخلاق الكريمة والسلوكيات القويمة، وهي تنبع بالطبع من التربية والنشأة السليمة التي تتبعها الأسر لأبنائها. لذلك، قبل أن تختار صديقك تعرف جيدا إلى أخلاقه وإلى تربية أخوانه وأصدقائه، حتى تطمئن إلى أن صديقك خلقه حسن وتربيته جيدة.
التوافق الفكري
من المهم أن يكون بينك وبين صديقك توافق فكري وتقارب ثقافي، ولعل هذا التوافق هو ما يزيد من الاهتمامات التي تتشاركها مع صديقك، فتجد أنكما تجتمعان مثلا في الاهتمام بنوع معين من الفن والأدب وحتى الرياضة ونمط المعيشة.
لا تخدعك المظاهر
يجب ألا تهتم كثيرا بالمظاهر ولا تجعلها معيار اختيار الصديق، لأنها غالبا ما تخدع وتضلل. اختر الصديق الذي لا يرهق نفسه في التكلف والاصطناع، بل يحب البساطة، وهذا لا يعني بالطبع أن يكون الصديق بالضرورة لا يهتم بشكله وهندامه.
الصديق وقت الضيق
أهم ما يميز الصديق هو الوفاء والإخلاص، ولا يوجد ما يطلق عليه صديق حقيقي وآخر غير حقيقي، فالصديق هو الصديق. وتعد الشدائد هي العقبة التي تظهر معدن الصديق، فإذا دعمك صديقك في وقت الأزمة فهنيئا لك به، وإن تخلى عنك وتهرب منك، فأنت المستفيد الأكبر من التخلص منه.
دور الأهل في كيفية اختيار صديقك
لا يمكن أن نغفل دور الأهل في توجيه الأبناء في مسألة اختيارهم للأصدقاء، خاصة أن تأثير هذا الصديق في بعض الأوقات يفوق تأثير الأهل على الابن أو البنت. وأهم خطوة أن يحسن الأهل تنشئة الأبناء، بشكل لا يقهرهم او يمحو شخصيتهم، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالأخلاق وتقوية الوازع الديني لديهم.
يجب على الأهل أن يكونوا على دراية بأصدقاء أبنائهم، ويستفسروا دوما عن أخلاق هؤلاء الأصدقاء وطريقة تربيتهم في بيوتهم وأسرهم. وتعد فترة المراهقة هي أكثر الفترات التي تتطلب من الأهل المتابعة المكثفة لأصدقاء الشاب أو الفتاة، لكن دون أن تشعرهم بكبت حرياتهم والتضييق عليهم، خاصة أن سن المراهقة هو سن التمرد.