قبل أن نتحدث عن مقدمة ابن خلدون دعونا نتعرف على ابن خلدون، ولد المؤرخ عبد الرحمن محمد ابن خلدون في تونس في عام 1332م، وهو من أصول أندلسيّة حضرميّة، ومؤرخ من مناطق الشمال الإفريقي، وبعد تخرجه من جامعة الزيتون أقام في العديد من مدن الشمال الإفريقي؛ كبسكرة، وغرناطة، وبجاية، وتلمسان، وتوجه بعد ذلك إلى مصر، حيث تمّ كرمه سلطانها برقوق، و ولاه على قضاء المالكيّة، وبقي هناك حوالي خمسة وعشرين عاماً حتى توفي سنة 1406م، ودُفن في مقابر الصوفيّة عند باب النصر شمالي القاهرة تاركاً وراءه تراثاً ثقافيّاً ما زال موجوداً حتى يومنا هذا، ويعتبر ابن خلدون المؤسس لعلم الاجتماع الحديث، وهو من علماء التاريخ والاقتصاد.
مقدمة ابن خلدون
ألف ابن خلدون كتابًا العبر والمبتدأ في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر هو كتاب ألفه المؤرخ ابن خلدون، ويعدّ موسوعة تاريخيّة مكوّنة من سبعة مجلدات، ويتميّز تاريخ ابن خلدون بموسوعيّة مقدمته، واحتوائها على العديد من الأفكار التي جعلت الباحثين يعتبرون ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.
يتكون كتاب تاريخ ابن خلدون من سبعة أجزاء، والجزء الثامن مخصص للفهارس، ويعتبر هذا الكتاب أحد المحاولات الإسلاميّة القائمة على فهم التاريخ الإسلامي، وهو من أول الكتب التي اهتمت بعلم المجتمع، ولذلك تُرجم إلى العديد من اللغات، وهو نقطة ارتكاز لمكانة ابن خلدون وشهرته، وسعى هذا المؤلف في مقدمة الكتاب إلى وضع نفسه في فئة المؤرخين، وأن يخطو خطى المسعودي، ولكنّه حاول تصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها، ولكن كان من الصعب اعتباره مؤرخاً من قبل الراجع، وذلك لأنه استعان في مقدمته بطرف من كلِ علم، حيث تناول كل ما يرتبط بالإنسان ماديّاً ومعنويّاً.
تضمن كتاب ابن خلدون شواهد من القرآن الكريم وديوان العرب الشعري، ويجب الإشارة هنا إلى أنّ المقدمة نالت عناية العديد من المفكرين، والمؤرخين، وعلماء الاجتماع، والفلاسفة العرب، والمستشرقين بسبب مكانتها العلميّة، كما أنها طبعت عدداً من المرات بتحقيقات مختلفة.
وتضمن الجزء الثاني من الكتاب الانتفاضات الحادثة من الخوارج وغيرهم، وفي الجزء الثالث بدأ حديثه عن ولاية أسفار على جورجان والري، وانتهى بالحديث عن الآثار التي أظهرها السلطان في تلك الأيام، كما بدأ جزأه الرابع بالإخبار عن فرار أبي إسحاق، ومبايعة رباح له، وما اقترن بذلك من أحداث، وأخيراً انتهى بالحديث عن ولاية القضاء الثالثة والرابعة والخامسة في مصر.
صفات ابن خلدون
امتاز ابن خلدون بعدة صفات، من أبرزها ما يلي:
- واسع الاطلاع وخصوصاً فيما يتعلق بالكتب القديمة.
- دقيق الملاحظة.
- قادر على عرض الآراء ونقدها.
- لديه خبرة كبيرة في الحياة السياسية.
- منصف لآراء الآخرين وإن خالفوه.
- ذو تفكير دبلوماسي حكيم. يمتلك الدهاء والذكاء.
- ثقته بنفسه كبيرة. التقلب.
- حب العَمل.