ما هو عام الحزن ؟ سمي بهذا الاسم لأنه العام الذي شهد فيه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وفاة زوجته السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها- ، وتوفي فيه أيضًا عمه أبو طالب، وما زاد من حزن النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه وهو كافر، كما جاءت وفاتهما بعد أن نُقضت صحيفة المقاطعة، وهمّ المسلمون لاستئناف حياتهم ونشاطهم الدعوى.
عام الحزن
وفاة خديجة -رضي الله عنها-
توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- بعدما خرج المسلمون من شعب أبي طالب بأشهر، وأثرت هذه المصيبة كثيرًا على رسول الله صلي الله عليه وسلم، خاصة وأن السيدة خديجة -رضي الله عنها- كانت سنده القلبي والعاطفي، بالإضافة إلى أنها قدمت له الدعم المالي.
وقد توفيت السيدة خديجة – رضي الله عنها – بعد وفاة أبو طالب، ولم تكن زوجة النبي وأم لأولاده فحسب بل كانت امرأة صالحة ووزيره الصادق، ومستشاره الأمين، ذات الرأي الحكيم، وعاشت مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لحظات الترقب والخوف والقلق، ودعمته بكل ما تستطيع.
وفاة أبو طالب
بعد خروج أبو طالب في شعب أبي طالب تدهورت صحته ومرض، وحزن عليه الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أشد الحزن، وأسرع إليه متلهفًا عندما علم بأنه يحتضر لعله يستجيب لدعوته ويدخل في الإسلام، ولكن أبو جهل كان متواجدًا هناك وأثنى أبو طالب عن النطق بالشهادة، حيث توفي في العام العاشر من البعثة، ومات وهو كافر.
وكان هذا الموقف من أشد المواقف حزنًا في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه علاقته بأبي طالب لم تكن فقط علاقة رجل بعمه وإنما كان أبو طالب بالنسبة للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الأب الكفيل والرحيم، وتربطهما علاقة وطيدة وحميمة امتدت لما يزيد عن 40 سنة، فكان حزن النبي على موت عمه مضاعفًا.