من هو الجاحظ ؟ تحدثنا في مقالات عديدة سابقة عن عصور الشعر العربي في التاريخ العربي سواء قبل الإسلام أو حتى بعد دخول الدين الإسلامي إلى الجزيرة العربية على يد نبي الله محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام-، وأكدنا خلال تلك السلسلة من المقالات التي تناولت العديد من جوانب الشعر العربي أن لكل عصر من عصور الشعر العربي شعراء برزا بشكل واضح وكانوا بمثابة العلامة المميزة لتك العصر. تحدثنا عن العصر الجاهلي في الشعر العربي وعصر صدر الإسلام، والعصر الأموي، وكذلك العصر العباسي في الشعر العربي، فقد سجل العصر العباسي أزهى عصور الشعر العربي في التاريخ الإسلامي. وكان الشاعر العباسي الجاحظ واحدًا من أبرز شعراء ذلك العصر، الذين نجحوا بموهبتهم الفريدة أن يحفروا أسماءهم ضمن أبرز الشعراء العرب في تراث الأدب العربي. وخلال السطور القادمة من تلك التقرير سوف نتحدث بشكل مفصل في سلسلة مقالات عن الشاعر العباسي الشهير الجاحظ، وسوف نتاول حياته، ونشأته، ومولده، ووفاته، وأبرز مؤلفاته:
نبذة عن العصر العباسي
الشعر العباسي يُقصد به تلك القصائد والأبيات الشعرية التي سٌجلت خلال العصر العباسي، وكانت شاهدًا ومؤرخًا عظيمًا لتلك الحقبة الزمنية من الزمن، والتي جسدت كذلك أهم وأبرز الأحداث التي وقعت خلال تلك الفترة في الدولة والخلافة الإسلامية، فقد تمتع فن الشعر خلال العصر العباسي بمكانة خاصة ومهمة ليس فقط لدى الملوك والأمراء آنذاك بل كذلك في أوساط عامة الشعب العربي والإسلامي خلال حكم الدولة العباسية.
فمن المعروف تاريخيًا أنه بعد وفاة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، مباشرة انتقل الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة العربية إلى الخلفاء الراشدين، ومن بعدها انتقل الحكم إلى بني أمية فعرف الحكم الإسلامي والخلافة الإسلامية باسم الدولة الاموية، ومن يد الأمويين انتقلت الخلافة الإسلامية إلى آل العباس فعرفت الخلافة بناء عليه اسم خلافة الدولة العباسية والفترة التي تولى فيها العباسيون الخلافة العباسية حتى انهيار دولتهم عُرفت بالعصر العباسي.
من هو الجاحظ ؟
من هو الجاحظ ؟ هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، واحد من أهم وأبرز شعراء العرب الذين لمعت موهبتهم خلال العصر العباسي من التاريخ العربي، والذي يعد كذلك أحد أئمة الشعر العربي على عصوره المختلفة، وذلك لما أثرى به التراث الأدبي والشعري العربي خلال السنوات التي برز بها وبدأت موهبته الشعرية في الظهور واللمعان في الجزيرة العربية، فقد ترك الجاحظ خلفه تاريخ زاخر من الإنتاج الفني والأدبي والشعري، في مؤلفات ما زالت حية بيننا إلى يومنا هذا وكانت ولازالت مرجع مهم لكافة شعراء العرب على مر العصور.
الشاعر العباسي الجاحظ، وكنيته أبو عثمان، من مواليد العام مئة وتسع وخمسين للهجرة، وُلد في مدينة البصرة إحدى أشهر مدن العراق. ينتمي الجاحظ لقبيلة بني كنانة، إلا أن هناك اختلاف كبير بين المؤرخين والأدباء حول نسب الشاعر وأصوله التي انحد منها، حيث ذهب البعض إلى أن الشاعر العباسي الجاحظ ينحدر من أصول عربية، بينما أكد البعض الآخر على أنه من أصول زنجية، لذلك لم يحدد له مسب في التاريخ العربي إلى وقتنا هذا.