الأديب العربي العظيم الجاحظ والذي كان واحدًا من أبرز أدباء العصر العباسي الذين رسموا وكانت لهم بصمة كبيرة في ازدهار الأدب العربي خلال العصر العباسي، يحتاج إلى مجلدات كاملة للحديث عنه وعن موهبته الأدبية العظيمة التي لا يضاهيها مثيل في تاريخ الأدب العربي. وقد بدأنا بالفعل في نشر سلسلة مقالات أدبية تناولت حياة الأديب العربي الكبير الجاحظ، حيث تحدثنا في التقارير السابقة عن نشأته، ومولده، وثقافته، وأبرز مؤلفاته التي أثرى بها التراث الأدبي العربي، ولكن خلال هذه المقالة سوف نتحدث عن أهم الصفات التي اتسم وكذلك سبب تسمية الجاحظ بهذا الاسم:
تعريف الجاحظ
هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، وكنيته أبو عثمان، ينتمي إلى بني كنانة، وُلد في مدينة البصرة في العراق. بدأت موهبةالأديب العربي الجاحظ في الظهور واللمعان بشكل كبير لا مثيل له في عهد الخليفة المهدي في العصر العباسي، ومن المعروف أن شاعرنا العباسي قد عاصر ما يقارب الاثني عشر خليفة عباسي خلال حكم الدولة العباسية للدولة الإسلامية بعد أن انتقلت إليهم من يد بني أمية بعد سقوط دولتهم وانهيارها.
السمات الشكلية للجاحظ
تضاربت القصص والروايات التي أتت إلينا عن طريق المؤرخين والباحثين في تاريخ الأدب العربي حول أهم مميزات ومحددات شكل الأديب العربي العظيم الجاحظ الذي عاش في العصر العباسي من التاريخ الإسلامي، ولكن اجتمعت كافة الروايات والقصص عنه على إنه كان عل درجة كبيرة في القبح في الشكل، والذي هو نفسه اعترف بشكل صريح أنه قبيح. حيث نُشر عن الجاحظ أنه كانت ذات قامة قصيرة، بشرته شديدة السواد، وكان يملك رأسًا صغير في حجم الدومة، وأذنين صغيرتين جدًا.
وقد قيل كثير من الأبيات الشعرية القديمة التي كانت تصف قُبح هيئة الجاحظ ولعل من أبرز تلك الأبيات الشعرية آنذاك:
لو يُمسخ الخنزير مسخاً ثانياً
ما كان إلا دون قبح الجاحظ
رجل ينوب عن الجحيم بوجهه
وهو القذى في عين كل ملاحظ
ومن القصص المشهورة التي قيلت حول قُبح شكل الأديب العباسي الجاحظ، هو تشبيهه بالشيطان من قبل إمرأة أرادت من أحد تجار الذهب وقتها أن ينقُش لها على إحدى الحُلي الخاصة بها صورة للشيطان، إلا أن التاج قال لها أنه لا يملك صورة للشيطان كي يتمكن من رسمه على الحلي، فذهبت تلك المرأة وأتت له بصورة الجاحظ وقالت له هكذا يشبه الشيطان.
تسمية الجاحظ بهذا الاسم
تحدثنا في الفقرة السابقة عن شكل الأديب العربي الجاحظ، وأشرنا إلى أنه كان يتميز بقُبح الشكل والهيئة حتى وصل الأمر بأهل مدينته بتشبيهه بالشيطان، ولكن لم نعرف سبب تسمية الجاحظ بهذا الاسم وما قصة تلك التسمية الغريبة. أُلق على الأديب العربي الذي عاش في العصر العباسي الجاحظ هذا الاسم بسبب جحوظ عينيه ووجود نتوء واضحة في حدقتيه، وقد سُمي أيضًا بسبب هذا الحدقي وهو لقب لم يتداول كثيرَا. ومن المثير أن الجاحظ كان يكره كنيته بذلك الاسم واللقب في بداية الأمر ولكن مع الوقت أصبح هذا الاسم واحدًا من أهم الأسماء التي وردت في تاريخ الأدب العربي.