متى توفى حاتم الطائي ؟ تناولنا في المقال السابق الحديث عن واحد من أبرز وأهم شعراء العصر الجاهلي في تاريخ الشعر والأدب العربي، وهو الشاعر الكبير حاتم الطائي، الذي عُرف عنه الفروسية والكرم الواسع الذي لا يضاهيه مثيل في عصره آنذاك، والذي ذكرنا كذلك أن هذا الكرم الذي أشتهر به الشاعر الجاهلي حاتم الطائي كان سببًا في الخلاف بينه وبين جده الذي تولى تربيته. ولكن خلال سطور هذا المقال سوف نتحدث بشكل مفصل عن تاريخ وفاة شاعرنا وأغرب القصص عن تلك الوفاة:
حاتم الطائي
حاتم بن عبد الله بن سعد الطّائيّ، سُمي بأبي عَدي وأبي سفّانة، نشأ وترعرع في قبيلة طيء إحدى القبائل التي عاشت في منطقة يُطلق عليها اسم أجا وسلمى، بالقُربِ من جبال السُّراة الغربيّة التي تقع في الجهة الغربيّة لمدينة صنعاء عاصمة اليمن، تولى جده تربيته بعد وفة والده في سن صغيره حتى سن الشباب وبعدها وقع بينهما خلاف ترك على أثره جده الشاعر يرحل بعيدًا عنه، بعد ان سلمه رعاية إبله في الصحراء.
متى توفى حاتم الطائي ؟
متى توفى حاتم الطائي ؟ ، تضاربت القصص والأقاويل بين المؤرخين والباحثين في تاريخ الأدب العربي حول توقيت وفاة الشاعر الجاهلي الشهير حاتم الطائي، فهناك قصص وأقاويل تقول بأن الطائي مات بعد هجرة رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم- أي في العام الثامن من الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة، ولكن هذا التأؤيخ لا يوجد له أي سند أو دليل يقوي منه، إذ لم يذكر أي من الكتاب الذين تناولوا حياة الشاعر حاتم الطائي انه ظل حيًا حتى بعثة الرسول. بينما ذهبت القصص والروايات الأقرب إلى التصديق أن الشاعر الجاهلي حاتم الطائي قد عاصر ولادة رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ولكنه لم يحضر البعثة النبوية الشريفة إذ انه توفي قبل البعثة مباشرة قبل عام 610 للميلاد. ونُضر عن حاتم الطائي أن وفاته جاءت في العشرة أعوام الأولى من القرن السابع الميلادي وأنه حين توفى قاموا بدفنه في تُنغة أحد مواقع وادي حائل.
أهم أغراض شعر الطائي
شعر الفخر
وإنّي لَعَفُّ الفَقرِ، مُشترَكُ الغِنى *** وردك شكل لا يوافقه شكلي
وشكلي شكل لا يقوم لمثله *** من النّاس، إلّا كلُّ ذي نيقة مثلي
ولي نيقة في المجدِ والبذل لم تكن *** تألفها، فيما مضى أحدٌ قبلي
وأجعلُ مالي دون عرضي، جنةً *** لنفسي، فاستغني بما كان من فضلي
ولي معَ بذلِ المالِ والبأسِ صَولةٌ *** إذا الحرب أبدت عن نواجذها العصل
وما ضَرّني أن سارَ سَعدٌ بِأهلِهِ *** وأفرَدَني في الدّارِ، ليسَ معي أهلي
الحماسة
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة *** جهد الرسالة لا محكاً ولا بطلا
أغزوا بني ثعل، فالغزو حظكم *** عُدّوا الرّوابي ولا تبكوا لمن نكَلا
ويهاً فداؤكم أمي وما ولدت *** حامُوا على مجدِكم، واكفوا من اتّكلا
إذ غاب من غاب عنهم من عشيرتنا *** وأبدَتِ الحربُ ناباً كالِحاً عَصِلا
شعر الحكمة
فنَفسَكَ أكرِمها فإنّكَ إن تَهُن *** عليك، فلن تلفي لك الدهر مكرما
أهِن للّذي تَهوَى التّلادَ فإنّهُ *** إذا مُتَّ كانَ المالُ نَهباً مُقَسَّمَا
ولا تشقين فيه فيسعد وارثٌ *** بهِ حينَ تخشَى أغبرَ اللّونِ مُظلِما
يُقَسّمُهُ غُنماً ويَشري كَرامَةً *** وقد صِرتَ في خطٍّ من الأرْض أعظُما
قليلٌ بهِ ما يَحمَدَنّكَ وَارِثٌ *** إذا ساق ممّا كنت تجمع مغنما
المدح
إن كُنتِ كارِهَة ًمَعيشَتَنا *** هاتي فحلي في بني بدرِ
جاورتهم زمن الفساد فنعمَ *** الحيُّ في العَوصاءِ واليُسرِ
والخالطينَ نَحيتَهُم بنُضارِهم *** وذوي الغِنى منهم بذي الفقرِ