نتحدث في هذا التقرير عن ما واجبنا نحو الأم ، حيث أن الأم هي سيدة جميلة تتسم بالحنان، بشكل لا يستطيع أحد سواها أن يجيدها، كما يستحيل على أحد ان يؤدي دورها في الأسرة، حيث تعتبر مصدر العطاء والحب والخير للأبناء الذين ولدتهم بعد حمل استمر 9 أشهر قاسية يعقبها ألم الولادة.
فلا يمكن لأي أحد أن ينكر، رعايتها الحثيثة ومشاعر القلق والخوف عندما يتعرض أي من أبنائها إلى القلق أو التعب، فهي من تقوم بالسهر عليهم في الليل، وتكون ملتزمة بالدعاء حتى يشفي الله الأبناء والبنات. كما أنها تقوم بفتح ذراعيها وصدرها الحنون حتى تقوم بالتخفيف عن أبنائها المتاعب الهموم.
الأم منبع التضحيات
كما أن الأم لا تقوم بإهمال بيتها، حيث تقوم بالحرص على نظافته وتقوم بتحضير الطعام وتقوم بغسل الملابس وتقوم بترتيب غرف النوم وتقوم بتفعيل العديد دون كلل أو ملل حيث أنها تعتبر السيدة الأولى في حياة الإنسان حتى يوم الوفاة، فلا أحد يمكنه إنكار فضلها على مستوى التربية والتعليم حتى نقوم بالخروج إلى الحياة بكل عزيمة وثقة ولهذا فإن هناك واجبات وحقوق يجب أن يقوم بها الأبناء تجاه والدتهم.
قبل ذلك الواجب، الذي يقوم الأبناء بتأديته تجاه أمهاتهم، لا مفر من أن نستذكر قوله سبحانه وتعالى، عندما وصى خير توصية تجاه وناحية الوالدين، فقد قال الله سبحانه وتعالى “وقضىٰ ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ۚ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما*واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا”.
ما هو واجبنا نحو الأم ؟
يجب على الأبناء والبنات، أن يطيعوا الآباء والأمهات، ويعتبر هذا الأمر أبرز واجبات وحقوق للأم، حيث أنه لا يجب أن يتحايل او لا يمتثل الابن لأوامرها وأي شيء تطلبه، فذلك يسبب لها التعاسة والشقاء وألم وحسرة في قلبها الحنون الذي قام باحتضان ومن ثم فإنه عندما تطلب أمرا ما لا بد من الإسراع على مستوى التنفيذ.
ويكون هذا الأمر بشرط عدم الطاعة في المعصية أو أي شيء يغضب الله تعالى مثل الشرك والكفر والعياذ بالله، كما أن إظهار الحب والاحترام والرأفة والأدب وعدم الصراخ على الأم أو ضربها، أو القيام بسبها يتسبب في إغضاب الله عز وجل ويقوم بإغضاب الأم كما أن عقوبة عقوق الوالدين أن الشخص يؤثم عليه في الآخرة.
حيث أن أي شخص تغضب عليه أمه تسود الدنيا في وجهه ويضيق صدره وتطارده الكوابيس والأفكار غير الجيدة، وينقطع رزقه من الدنيا، لهذا لا مفر من أن ترضى وأن تصبر على ما الذي يكرهه لو بدر منها شيئا قد يقوم بإزعاجه.
حق النفقة
الشريعة الإسلامية ضمنت للأم، هذا الحق الأصيل من أبنائها، عندما تكون متقدمة في السن حيث أن النفقة واجبة ولا مفر أو بد من الإنفاق عليها، حيث أنها قد تكون محتاجة إلى المال لكي تقوم بإنفاقه على الذي تحتاجه، حيث أنها تسعد بأن ترى بذرة عمل أبنائها وخيرهم، حيث أنها دوما ما ترغب في أن يحقق الأبناء النجاح والخير لهم.
الواجبات نحو الأم
من أبرز الواجبات ناحية الأم هو واجب الرعاية؛ لأن الأم مهما كبير في السن فهي تكون إنسانة لا مفر لها من أن يقوم شخص على رعايتها وصونها والاهتمام بها، حيث أنها عندما تمرض يجب أن نسرع إليها وأن نقدم الدواء لها، وكذلك أن نذهب بها لزيارة الأطباء في حالة مرضها وأن نسهر وان نجالسها فهي تكون في حاجة إلى من يقوم بمؤانستها في مجلسها.
كما يجب علينا أن نخصص وقت حتى نقضيه مع الأم، حيث يكون في إمكان الابن إخبار والدته عن رغبته حتى يقضي بعض الوقت معها، وأن يسمح لها خلاله أن تفعل أي شيء تكون محبة له؛ فلو كانت تحب المغامرة فيكون في إمكاننا أن نصطحبها إلى مدينة الألعاب، كما يكون في الإمكان ان ندعوها إلى تناول الأيس كريم أو الطعام في أي مطعم تكون تحبه، وفي كل الأحوال، يجب أن نترك الهاتف بعيدا وأن نظهر الاهتمام الكامل بها.
يجب علينا أن نظهر التقدير والحب، من خلال التعبير عنهما، بكل الطرق الممكنة، فلو كان الابن ممتلكا لموهبة موسيقية على سبيل المثال، يكون في إمكانه أن يكتب أغنية خاصة بها وأن يقدمها على طريقته الخاصة، كما يكون في الإمكان أن يعبر عن الحب بشكل صريح كأن يقول “أنا أحبك”، أو أن يخبرها بمدى فائدة نصائحها وآرائها، أو أن يتصل بها في وسط اليوم خلال العمل لكي يفاجئها وأن يخبرها عن تقديره لها.
حقوق الوالدين
أوجبت الشريعة الإسلامية أوجبت على الأبناء بر والديهم والقيام بمساعدتهم والإحسان لهم، وعدم إتاحة جهد من وسيلة ومال من أجل أداء الحقوق، حيث اعتبر الإسلام ذلك البر قربة من أفضل القربات إلى الله رب العالمين، وما هذا الأمر إلا لأن لهما فضل عظيم على الأبناء، فمن فضلهما أنهما سبب وجود الأبناء، ولما للتربية الصالحة من سعادة للأبناء في الدنيا ويوم القيامة، حيث حذر من العقوق والعصيان، حيث أوجب الإسلام مصاحبة الآباء ومراعاتهما حتى ولو كانا مشركين.
أهمية بر الوالدين
الشريعة الإسلامية جعلت لبر الوالدين ثوابًا كبيرًا، إذ قامت بتقديم برهما على الجهاد في سبيل رب العالمين، قما قامت بجعل إدخال السرور عليهما وإيناسهما شرط للهجرة والجهاد في سبيل الله، بالإضافة إلى أن برهما قربة تقرب صاحبهما من دخول الجنة، ورضا الله رب العالمين من رضا الآباء والأمهات، وسخطه من سخطهما، ودعوة الوالدين لأبنائهم لا يمكن لها أن ترد، وفي بعض الأحيان تكون سبب في بسط الرزق وطول العمر، كما أن بر الوالدين يكون سببًا لكشف الكربة والضيق وزوال الهموم وعلى هذا يكون جزاء المسلم من جنس عمله.