نتحدث في هذا التقرير عن الفرق المناسب بين الزوجين ، إذ أننا يمكننا أن عرف الزواج بأنه عبارة عن بين مرأة ورجل في علاقة شرعية؛ إذ يجرى ذلك الارتباط تبعًا لقواعد وأخلاقيات المجتمع الذي يعيشات فيه، حيث أن الزواج يسعى إلى تكوين أسرة والحصول على الأطفال، ولأن الأسرة هي بالأساس الذي يجرى البناء عليه المجتمعات؛ حيث أن استقرار الزواج يعني أفراد مستقرين نفسيًا وعاطفيا ومن ثم القيام ببناء مجتمع رائع وقوي ومتماسك.
الزواج رابطة
وبعد الزواج رابطة قوية تدوم إلى فناة حياة أحد الشريكين (إلا في حالات محدد ألا وهي الطلاق)، حيث أن الزواج علاقة لا تكون مشابهة لغيرها من العلاقات، فهو عبارة عن ارتباط روحي بين شخصين يقومان فيه بالتعهد بالإخلاص والالتزام ومشاركة تحديات الحياة سويًا، إذ يختفي مفهوم الأنا عندهما فهما الآن شخص واحد، يهدفان أن يحافظا على الأسرة والقيام بتربية الأبناء.
دور الزوج والزوجة
ولأن الزواج هو عبارة عن شراكة بين المرأة وزوجها فلا مفر من أن يكون لكل منهما دور يقوم بتأديته في تلك العلاقة، حيث لا يكون ممكنًا الاستغناء عنه أو التبديل في أدوارهما، فهما يقومان بتكميل بعضهما البعض، ولا يكون في الإمكان أن يحل أحدهما مكان الآخر، ولا مفر فيه من القيام بمراعاة الفروقات المناسبة بينهما.
الفرق المناسب بين الزوجين
يعتبر الفرق الحقيقي في السن في أغلب الأوقات أمرًا هامًا، حيث أن السن أمر نسبي، حيث انه مع التقدم التكنولوجي، والسير وفق نظام غذائي صحي يتمكن الشخص أن يبدو أصغر سنا من عمره الحقيقي.
ولطالما جرى اعتبار العمر مجرد رقم لا أهمية له على مستوى في العلاقة العاطفية ما دام هناك حب وانسجام بين المرأة والرجل، غير أنه عند الارتباط في علاقة الزواج لا ينبغي القيام بإهمال عامل اختلاف العمر؛ لأنه يلعب دورًا كبيرًا وهامًا ومؤثرًا على مستوى استقرار الزواج واستمراره، إذ تشير كثير من الدراسات إلى أنه كلما زاد فرق العمر بين الزوجين كلما تزيد احتمالية انفصالهما.
ومن ثم يقوم اختيار الشريك الملائم بالاعتماد على العمر على الهدف الأساسي من الزواج، ألا وهو تكوين أسرة والحصول على الأطفال؛ فكلما تقدم عمر الزوجين وخاصة الزوجة تقل فرصة الإنجاب عندهما للأطفال، ومن ثم يحب الرجل في غالب المجتمعات أن يرتبط بامرأة أصغر منه على مستوى العمر.
وأيضًا لا مفر من الإشارة إلى أنه في بداية علاقة الزواج، قد لا يكون فارق السن مشكلة عند أي من الطرفين، ولكن كلما مر الوقت وتقدم العمر يصطدم الشريك الأصغر عمراً بالواقع ويكتشف الخطأ الذي ارتكبه، ويكون التعايش مع ذلك الفرق أمرًا في غاية الصعوبة وخاصةً عندما تظهر الكثير من التحديات مثل المشكلات الصحية والتقاعد التي قد يتعرض لها الشخص كلما كبر في السن.
وكلما كان فرق العمر كبيرًا بين الزوجين تزيد الفجوة بين الزوجين؛ حيث أنه لكل شخص منهما نظرة تكون مختلفة للحياة واختيارات وأذواق متنوعة بسبب الانتماء إلى أجيال مختلفة وغير مشابهة او مقاربة في الفئة العمرية.
مشاكل مرتبطة بالفارق العمري
ومن أبرز المشكلات التي تكون مرتبطة بفرق العمر الكبير، الغيرة، بالإضافة إلى عدم الشعور بالأمان وتسلط الشريك الذي يكون في الغالب أكبر على مستوى العمر إذ إنه يحس دائماً بالخوف من أن يأتي اليوم الذي سيتركه فيه شريكه حتى يرتبط بشخص آخر يكون مماثلًا له في العمر.
وفي الكثير من الحالات قد تحقق العلاقة الزوجية نجاحًا مبهرًا، بصرف النظر عن فرق العمر بين الزوجين، لوجود الانسجام والتفاهم بين الزوجين وتشاركهم نفس الأهداف والقيم، والسير وفق نمط حياة واحد، وتفهم الشريكين للاختلاف غير الغريب أو المصطنع بينهما بسبب الفارق العمري وتقبل ذلك الاختلاف، حيث أن تلك الأمور من الأساسيات التي يمكن ان نبني عليها حياتنا الزوجية وتعمل على أن تجعلها مستمرة.
الفرق بين الزوجين في المستوى التعليمي
يعد التكافؤ على المستوى التعليمي بين العروسين من أبرز ركائز دعم استقرار واستمرار الحياة الزوجية، حيث أن التوافق النفسي والفكري بين الزوجين من أبرز الأساسيات الضرورية من أجل خلق بيئة صحية يشعر فيها كل الطرفين بالاستقرار والراحة.
وقد ينشأ عن الفرق الثقافي والتعليمي بين الزوجين مشكلات متعددة بسبب اختلاف طريقة التفكير، ونظرتهما إلى الأمور، وطريقة التعامل مع التحديات التي قد تواجه علاقتهما، بالإضافة إلى الاختلاف على مستوى ترتيب الأولويات والأهداف الشخصية، وفي الكثير من الأحيان صعوبة الحوار بينهما؛ لأن لكل منهما منطق مختلف على مستوى تقييم الأمور.
وبالرغم من الآثار غير الجيدة للاختلاف في المستوى التعليمي، غير أن ذلك الاختلاف لا يحون دون نجاح العلاقة في الكثير من الأحيان، بل قد يكون دافعاً لهما من أجل مواجهة التحديات التي قد يتعرضان لها على مستوى علاقتهما، وفي هذا الإطار نذكر الكثير من النصائح التي قد تكون مفيدة على مستوى التعامل مع المشكلات الناتجة عن ذلك الاختلاف.
يجب أولًا أن يحافظ الزوجان على الاحترام والحب بينهما وتجنب التركيز على تلك الفروقات، كما يجب أن نحرص على الحوارات الصادقة بين الزوجين على الأمور الرئيسية في العلاقة، مثل الأهداف الشخصية والأشياء واللوازم المادية، والقيام بالبحث عن الاهتمامات والقواسم المشتركة بالإضافة إلى العمل الجاد على التركيز عليها.
يجب أن يسعى الزوجان إلى تفهم الأهداف التي تخص كل منهما، والعمل على مناقشة التوقعات عن الحياة الزوجية، وعدم محاولة القيام بتغييرها أو التأثير عليه، كأن يقوم الشريك الأوفر حظًا في التعليم بأن يضغط على شريكه حتى يستكمل تعليمه وهو لا يريد هذا الأمر بتاتًا، كما لا يجب أبدًا أن يحاول أحد الشريكين إجبار الآخر على أن يغير نفسه لكي يصير إنساناً جديداً، بل ينبغي احترام اختيارات واتجاهات وميول الشريك في الحياة والعمل على تقبلها.