زرقاء اليمامة .. قصة الحقيقة والخيال

3 سبتمبر 2024
زرقاء اليمامة .. قصة الحقيقة والخيال

زرقاء اليمامة هو أحد أشهر الألقاب المعروفة في التاريخ العربي، وهو اسم أو لقب لسيدة عربية عرفت بنظرها الثاقب وباتت مثالًا لمن يملك بصرًا ثاقبًا تجاه الأمور والأحداث.

زرقاء اليمامة

وزرقاء اليمامة هي سيدة عربية، تنتمي لبلاد نجد في شبه الجزيرة العربية، والمنطقة التي كانت تتواجد بها بالتحديد تسمى جديس وتعرف بأنها منطقة فسيحة ممتدة على مساحة شاسعة ولكنها اختفت كغيرها ولم يعد هنا دليلًا عليها في الوقت الحالي بسبب التغيرات الجغرافية.

ويعود سبب إطلاق اسم زرقاء اليمامة علي هذه السيدة لأنها تنتمي لقبيلة اليمامية فحملت اسمها، بينما يرى البعض أن هذا هو اسمها منذ لحظة ولادتها وأطلق علي قبيلتها لاحقًا بعد ذيوع صيتها بين مختلف قبائل العرب.

ولم يكن هذا الاسم يدل علي شئ محدد عند تسمية تلك السيدة به، ولكنه صار بعد ذلك دليلًا على النظرة الثاقبة وحسن التقدير الجيد للأمور، فكانت زرقاء اليمامة تستطيع إبصار أي شئ على بعد ثلاثة أيام من السير، وهو سبب شهرتها عبر التاريخ حتى بات يضرب باسمها المثل في قوة البصر، فيقال أبصر من زرقاء اليمامة في إشارة لقوة البصر.

قصة زرقاء اليمامة

يروى عن زرقاء اليمامة أنها كانت دائمًا تكتحل بحجر الأثمد العربي والذي تؤكد الأبحاث علي قدرته علي الحفاظ على صحة العين وسلامتها ووقايتها من الأمراض، وكان هو أحد أسباب قوة بصرها وتميزها عن الكثير من البشر.

وانتشر بسن أبناء قبيلة زرقاء اليمامة أنها تملك قوة بصر فائقة منذ صغرها، ولذلك كان أهل القبيلة يستعينون بها من أجل تحذيرهم من أي عدو محتمل قد يأتي لمحاربتهم والقضاء عليهم.

وكانت زرقاء اليمامة تقف علي قمة أحد الجبال العالية وتنظر فيما حولها بحثًا عن القادمين لغزو أهلها وقبيلتها، وكان أهل قبيلتها بالفعل يحققون النصر في كل مرة تحذرهم فيها زرقاء اليمامة.

نهاية زرقاء اليمامة

رغم أن قبيلة زرقاء اليمامة عرفت الانتصارات الكثيرة بفضل تحذيرات زرقاء لهم، إلا أن أحد القبائل المجاورة كانت تسعى لغزوهم وعملت علي التخطيط لخداع زرقاء اليمامة وقومها، فأمر قائد الجيش بحمل غصن كبير من الشجر يحجب رؤية زرقاء اليمامة عن الرؤية حتى لا ترى الجيش، إلا أنها أدركت الخدعة وعرفت الهدف من حمل هذه الأشجار، وأخبرت قومها أن هناك جيش يريد الإغارة عليهم.

لم يصدقها قومها في هذه المرة، ورأوا أن الجيش ماهم إلا أفراد يحملون أغصان الأشجار، حتى فوجئوا بهم وهو يحاصرونهم ويقضون على الأقوياء فيهم، ويستعمروا منطقتهم، لتثبت صحة توقعات ورؤية زرقاء اليمامة.

وأمر قائد الجيش المنتصر بقلع عيني زرقاء اليمامية انتقامًا منها على تحذريها لقومها منهم، وبالفعل اقتلعها ووجود عروقها مليئة بالسواد، وهو ما فسرته زرقاء اليمامة بأنها كانت تكتحل بحجر الأثمد منذ صغرها.

ويشكك الكثير من المؤرخين في قصة زرقاء اليمامة ويرون أنها مليئة بالمغالطات لصعوبة أن ترى العين البشرية لمسافة أكثر من خمسين كيلو متر لأسباب تتعلق بكروية الأرض وقوة العين البشرية، ولكن الصحيح الذي يمكن الاعتماد عليه أنها كانت تملك قوة بصيرة تستطيع من خلالها تقدير الأمر ومعرفة الخطر من خلال بعض الشواهد والأحداق كوجود جواسيس أو حركة غير طبيعية يمكن من خلالها فهم أن هناك خطر قادم.