إن عالمنا الحالي دائم التحور والتطور والتحسين على نحو غير مسبوق من حيث السرعة. نتحرك في وتيرة سريعة للغاية من الأحداث والمشاهد والمسئوليات سواء الفردية أو المحلية أو العالمية أيضاً. حيث أصبحت التغيرات والتطورات الحادثة في مكان واحد في العالم لا تؤثر على هذا المكان فقط بل على جميع الكيانات والهيئات والبلاد في العالم.
نظراً لهذا التأثير الكبير لجميع المتغيرات والأحداث المحلية والعالمية، يحاول الأفراد بمختلف المستويات الاجتماعية والثقافية الحصول على فرصة للاستثمار وربح الأموال على نحو سريع أيضاً.
لذلك، يلجأ الكثير من الأشخاص إلى القمار على المواقع والكازينوهات الإلكترونية المختلفة عبر الإنترنت. حيث سهلت هذه المواقع فرصة الحصول على أرباح عن طريق باي سيف كارد وغيرها من المحافظ الإلكترونية المختلفة التي أصبح من خلالها الحصول على أموال أمر غاية في السهولة.
إن مثل هذه الظاهرة الكبيرة في استخدام القمار كوسيلة للربح ليست بالأمر الجديد، ولكننا نجد أن القمار منتشراً منذ سنوات عديدة وأن التكنولوجيا الحالية ساعدت في انتشاره حتى وأن الأفلام والمسلسلات أصبحت تتحدث عن تلك التكنولوجيات المالية الحديثة. نقدم في هذا المقال طرق الاستفادة من التكنولوجيا المالية الحديثة في الوطن العربي، وفي جمهورية مصر العربية على وجه الخصوص.
التحول التكنولوجي في سوق الأموال
يتحرك سوق الأموال بوتيرة سريعة نحو التحول الرقمي بالكامل حيث بدأت بوادر هذا التحول بالفعل منذ حوالي عشر سنوات عندما تم إطلاق البيت كوين كأول عملة رقمية في العالم. لم تلق بيت كوين الكثير من الدعم آنذاك وذلك نظراً لأنها لم تكن تتماشى مع الأوضاع المالية والاقتصادية. حيث كانت عملة البيت كوين تُعتبر عملة غير مركزية، بمعنى أنه لا يوجد بنك أو هيئة أو كيان أو دولة معينة يستطيع التحكم في المعاملات المالية التي تتم بالعملة، كما لا يوجد أيضاً من يستطيع تحديد سعر العملة وذلك لأنها تعتمد على العرض والطلب فقط.
رأت البلاد الاقتصادية آنذاك بأن عملة البيت كوين تمثل خطر كبير على المجريات الاقتصادية حيث لم تستطع البلاد آنذاك بما فيهم البلاد العربية أن تتخلى عن فكرة الرقابة والسيطرة على الاحتياطي من الذهب والاستقرار المالي الذي كان يُهيئ للعالم بأنه يتمتع به.
اصطدمت الكيانات الاقتصادية المحلية والعالمية بعدم الاستقرار الاقتصادي على الإطلاق أثناء الكساد العالمي الحادث عام 2009 ولكن لم يستطع البيت كوين أن يقنع العالم بضرورة التحول التكنولوجي المالي. ثم جاءت كارثة وباء كوفيد-19، الأمر الذي أدى إلى إغلاق البلاد لجميع تجارتها وبالتبعية انهيار الاقتصاد المحلي والعالمي على حد سواء.
استدعت هذه المتغيرات إجبار البلاد على التحول الرقمي والخضوع إلى تقنية البلوك شين التي تُعتبر أساس العملات الرقمية والتحول الرقمي. تتميز تقنية البلوك شين بأنها التقنية التي يتم من خلالها التبادل المالي عبر الإنترنت بدون تكاليف وبدون بذل مجهود أو وقت كالمبذول في التبادل المالي التقليدي.
أدت هذه التغيرات والتحولات العالمية المالية إلى إعلان الكثير من البلاد –من ضمنهم جمهورية مصر العربية مؤخراً- عن دعمهم للبيت كوين والبلوك شين بشكل عام. كما أعلنت شركات البطاقات الذكية والمحافظ الإلكترونية مثل ماستركارد عن برنامج جديد للمشاركة في بدء التشغيل العالمي للتحول الرقمي بالكامل والاعتماد على البلوك شين على نحو كامل.
المحافظ الإلكترونية في مصر
إن المحفظة الإلكترونية هي بمثابة نظام مبني الاعتماد على الرقمنة في التعاملات التبادلات المالية حيث يتم من خلالها القيام بعمليات البيع والشراء بسهولة ويسر من خلال الهاتف الذكي أو التابلت. تُعتبر المحافظ الإلكترونية من الوسائل السهلة والآمنة للدفع الفوري الإلكتروني بدون تكبد مجهود أو تكاليف مقارنةً بوسائل الدفع التقليدية.
أثبتت الإحصائيات والتقارير زيادة الإقبال على استخدام المحافظ الإلكترونية، لاسيما بعد فترة انتشار كوفيد-19 وذلك بسبب إجراءات العزل المنزلي والحجر العام للحد من الإصابة بالفيروس. حيث أقفزت المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول بنسبة 15% في الدول العربية والأفريقية، على رأسهم مصر. أسهمت المتغيرات العالمية في التحول التكنولوجي والاعتماد على المحافظ الإلكترونية في مصر والنظر إلى مميزاتها على نحو مؤثر وسريع منتشر بين مختلف الأوساط. فيما يلي قائمة بأهم المحافظ الإلكترونية في مصر وأكثرها انتشاراً، كما هو موضح أدناه:
- فودافون كاش: تُعتبر محفظة فودافون كاش من أهم المحافظ وأكثرها انتشاراً على الإطلاق نظراً لتمتع شركة فودافون بحصيلة كبيرة من المشتركين في شبكتها ونظراً لسهولة التعامل مع تلك الخدمة.
- محفظة بنك CIB: يُعتبر بنك CIB من البنوك التي لها مصداقية كبيرة في مصر ولذلك يلجأ الكثيرين إلى استخدام محفظتها الإلكترونية التي تغطي رصيد في المرة الواحدة (10،000 جنيه مصري) والحد الأقصى اليومي (6،000 جنيه مصري)، بينما يتمثل الحد الأقصى الشهري (50،000 جنيه مصري).
- محفظة بنك الإسكندرية: يُعتبر بنك الإسكندرية من البنوك الحكومية التي تقدم مميزات متعددة على رأسهم المحافظ الإلكترونية. تستطيع استخدام المحفظة في جميع التعاملات المالية بنقرة زر فقط من الهاتف.
- محفظة بنك QNB: يقدم بنك QNB ميزة جديدة لعملائه حيث تقدم خدمة المحفظة الإلكترونية مجموعة متنوعة من الخدمات التي تسهم بشكل كبير في تسهيل مختلف التعاملات المالية بتكاليف لا تذكر.
في الختام، صرح البنك المركزي عن إنشاء 17 مليون محفظة إلكترونية في مصر في النصف الأول من عام 2021 واستمر العدد في التزايد وأن أغلب هذه المحافظ كان يتم استخدامها في مواقع الكازينوهات والحصول على مختلف الأرباح والأموال. ويتوقع الخبراء استمرار الزيادة في هذه النسبة وترقب الكثير من التغيرات والتحولات في السوق التكنولوجي المالي.