تعتبر آثار الطلاق على الأبناء من أكثر عيوب المجتمع التي تنتشر بشكل كبير في العالم، لأن الطلاق والانفصال بين الزوجين يجعل حياة أطفالهما في منتهى الصعوبة إلا أن الأب والأم لا يدركان مدى خطورة انفصالهما على الأبناء، وكل منهما يعتقد أن رؤية الطفل لأمه أو أبوه أسبوعيا قد يكون كافيا لحل المشكلة فعلى العكس تماما هذه المقابلات لا يمكن أن يتعلم منها الطفل أي شيء عن الحياة.
آثار الطلاق على الأبناء
وسنوضح هنا أهم الآثار السلبية التي يتركها الطلاق في حياة الأبناء ومنها ما يلي:
فقدان القدرة على التحكم بالنفس
عندما يقع الطلاق والانفصال بين الأب والأم لا يستطيع الطفل التحكم في نفسه، فيبدأ في عدم سماع كلام الكبار، والعند في كل شيء، وعدم تنفيذ الأوامر، وتكون هذه الطريقة هي طريقة تعبيره عن احتياجه لأسرة مستقرة يجد فيها أمه وأبوه معا في منزل واحد، كما يجدها في المنازل الأخرى، وكل ذلك إنما يكون رد فعل عكسي لا إرادي من الطفل بسبب عدم وجود أحد أبويه في حياته، فالطلاق بين الأب والأم من شأنه أن يدمر نفسية الأطفال.
عدم التعلم عن نفسه بشكل صحيح
فالفتاة التي تعيش مع أبيها بعيدا عن أمها ستحتاج إلى أمها بشكل كبير لتشاركها تفاصيلها الكثيرة خاصة إذا وصلت إلى سن البلوغ، ولن تستطيع في ذلك الوقت أن تشارك والدها هذه التفاصيل، لأن تفاصيل محرجة للفتيات في هذا السن، ونفس الفكرة مع الولد الذي ترعاه أمه، ففي سن معين يحتاج الولد إلى وجود رجل في حياته لكي يتعلم منه الرجولة وطبيعة الرجال وتصرفاتهم.
زيادة معدل العدوانية
من أبرز الطرق التي يلجأ إليها الأطفال للتعبير عن رفضهم على الطلاق العدوانية الشديدة التي تظهر على الأطفال بعد وقوع الطلاق، حيث يشعر الطفل أنه قليل الحيلة وأنه غير قادر على تغيير الأمر الواقع ولا يعرف كيف يعبر عن رفضه للأمر، فيلجأ للعدوانية في لفوف المدرسية وفي الشارع وفي المنزل.
الصحة الجسدية تكون أقل
كما أن الصحة الجسدية للأطفال تبدأ في التدهور عقب وقوع الطلاق، فيبدأ الأطفال بإهمال الأكل والشرب، كما أن الحالة النفسية السيئة للأم والأب تؤثر على الأطفال ويشعرون بالذنب على الرغم من عدم وجود أي ذنب على الأطفال في هذا الطلاق، إلا أنهم يشعرون به لأنهم يعتبرون أنفسهم من أعضاء هذه الأسرة، وكل هذا يؤثر على صحتهم بشكل واضح كما يؤثر على هرموناتهم في مراحل نموهم الأولى.
قلة معدل التحصيل الدراسي
من أبرز الآثار التي يتركها الطلاق عند الأطفال التأثير على معدل التحصيل الدراسي، فإذا ما كان الطفل مستواه الدراسي جيد جدا قبل الطلاق، فبعد الطلاق تحدث للطفل الكثير من التغيرات النفسية التي تؤثر بشكل كبير على مستواه الدراسي.
الشعور بالإحراج الدائم
كما أنه من آثار الطلاق التي تسبب حرجا شديدا للأطفال التنمر الذي يتعرضون له في المدرسة وسط زملاء دراسته، فإذا قام أحد زملاؤه بسؤاله عن أحد والديه الغائب عن حياته شعر الطفل بالنقص والحرمان، واحس بذلك دائما بينهم ما يتسبب في ظهور سلوك عدواني مفرط على هذا الطفل فجأة بعد حدوث الطلاق.
العجز عن تكوين صداقات طفولة
من الأمور التي نراها واضحة على الأطفال الذين انفصل والديهما صعوبة تكوين الصداقات والمعاناة من الوحدة، والشعور بالسخط على المجتمع، وبالتالي تتكون لديهم نظرة دونية على المجتمع لأنهم ليس لديهم أصدقاء، وأن زملاء الدراسة يسخرون منهم دائما.