الغزو الأمريكي للعراق وقع في شهر مارس عام 2003 ونتج عنه إسقاط الدولة العراقية بالكامل وكان مبرر الولايات المتحدة والتحالف الداعم لها في هذه الحرب هو امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.
مبررات الغزو الأمريكي للعراق
الغزو الأمريكي للعراق بالتعاون مع التحالف الدولي وعلى رأسه القوات البريطانية حيث كانت الولايات المتحدة وبريطانيا يشكلون 98% من حجم هذا الائتلاف بدأ في العشرين من مارس عام 2003 وأطلق على هذه الحرب حرب الخليج الثالثة وحرب العراق وكذلك احتلال العراق.
وقد عملت الولايات المتحدة قبل دخول بغداد وبعد سقوطها في التاسع من إبريل العديد من المبررات من أجل الغزو الأمريكي للعراق من أجل إقناع الأمريكان والرأي العام الدولي بأهمية الحرب وشرعيتها، ومن هذه المبررات عدم تطبيق الرئيس العراقي صدام حسين لقرارات الأمم المتحدة والتي تتعلق بالسماح للجان التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل بممارسة مهام عملها وذلك رغم أن فرق التفتيش كانت تقوم بعملها في العراق وقت أن بدأت العمليات العسكرية الأمريكية ولم يتم العثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق حتى بعد الغزو الأمريكي للعراق.
كما كان من المبررات للغزو الأمريكي للعراق هي وجود علاقات للرئيس صدام حسين مع تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية التي تشكل خطرًا على الأمن والاستقرار الدولي، وكانت الولايات المتحدة ترى أنه بإمكانها القضاء على كافة مصادر الخطر في العالم باحتلال العراق بعد احتلالها لأفغانستان والتأكيد علي أنها القوة الأولى في العالم بما لا يسمح لأحد بالتجرؤ على أعمال إرهابية بأراضيها كما حدث في الحادي عشر من سبتمبر أو الإضرار بمصالحها في العالم.
الأسباب الحقيقية للغزو الأمريكي للعراق
ولم تكن المبررات للغزو الأمريكي للعالم محل قبول لدى الرأي العالم الدولي أو العربي أو بين كثير من المعارضين لحكم الرئيس السابق صدام حسين بل إن الرأي السائد كان أن الغزو الأمريكي للعراق يأتي بهدف السيطرة الأمريكية على سوق النفط الدولية وتدعيم الدولار الأمريكي بعد أن قرر الرئيس العراقي في عام 2000 أن يعتمد على اليورو كعملة وحيدة في بيع النفط العراقي وهو ما يعني تهديد المصالح الأمريكية على كافة المستويات.
كما أن الغزو الأمريكي للعراق كان يهدف لضمان عدم حصول أزمة وقود في الولايات المتحدة، مع العمل لضمان مصالح شركات الإعمار والدفاع الأمريكية، بالإضافة لضمان استمرار الدعم السياسي للحزب الجمهوري وضمان دور أكثر فاعلية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويشار إلى أنه من ضمن أهداف الغزو الأمريكي للعراق هو الانتقام الشخصي من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش من الرئيس العراقي صدام حسين الذي حاول اغتيال والده في الكويت في عام 1993، بالإضافة لاستكمال أهداف السيطرة الأمريكية التي لم تحققها الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية.
رغم أن الغزو الأمريكي للعراق يخالف كافة القوانين الدولية إلا أن العالم والدول العربية لم تستطع إثناء الولايات المتحدة عن خطتها في احتلال العراق وإسقاط مؤسسات الدولة العراقية.
احتلال العراق
وخلال ثلاثة أسابيع نجح الغزو الأمريكي للعراق وسيطرت القوات الأمريكية والبريطانية علي القصر الجمهوري في بغداد وحقول النفط ومعظم المناطق حيث سقطت بغداد بالكامل تحت السيطرة الأمريكية في التاسع من إبريل عام 2003 وقامت القوات الأمريكية بحماية المؤسسات الرئيسية في بغداد بينما لم تسيطر على باقي المؤسسات مما تسبب في فوضى عارمة، ونتج عن هذه الحرب مقتل أكثر من خمسين ألف عراقي مدني تم التأكد من مقتلهم بينما بلغ عدد الوفيات غير المؤكد نحو خمسين ألف أيضًا، فيما تعدى القتلى من القوات الأمريكة الثلاثة آلاف شخص، واستمر الاحتلال الأمريكي للعراق حتى بدء سحب المعدات العسكرية الرئيسية خارج بغداد في عام 2009.