ما زال يمثل انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر واقتحام خط بارليف أحد أهم الانتصارات العسكرية في القرن العشرين، وأحد الانتصارات العسكرية التي يتم تدريسها.
خط بارليف
خط بارليف هو خط دفاع قام ببنائه جيش الاحتلال الإسرائلي بعد احتلال سيناء عام 1967 على الضفة الشرقية من قناة السويس لمنع القوات المصرية من دخول سيناء وتحريرها.
ويتكون خط بارليف من مخابئ من ساتر ترابي يضم مخابئ خرسانية سميكة بناه المهندسون الإسرائيليون لتحصيم نقاط العبور المحتملة على للجانب الشرقي لقناة السويس وليكون هذا الخط قادرًا على تحمل إطلاق النار الكثيف من الجانب المصري في فترة حرب الاستنزاف بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الإسرائيلي في الفترة ما بين عامي 1977 -1970.
وتشير التقديرات إلى أن إسرائيل كلفت خط بارليف نحو ثلاثمائة مليون دولار لبناء هذا الهيكل الدفاعي الرملي الضخم، حيث يتراوح ارتفاعه ما بين عشرين وخمسة وعشرين متر، وكان يوجد وراء خط بارليف أول خط دفاعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي كان يحتوي على اثنان وعشرين حصنًا في أكثر من ثلاثين نقطة قوية، وتم تدعيم هذه النقاط بحقول للألغام وخنادق بالإضافة للأسلاك الشائكة ونحو ستة وعشرين غرفة محصنة تحت الأرض تحتوى على السلاح المتنوع ما بين الرشاشات الثقيلة ومتوسطة القوة.
وعند بناء إسرائيل لخط بارليف كانت تخطط لصد أي هجوم محتمل من الجيش المصري ولذلك قامت بتركيب نظام أنابيب من مادة النابلم تحت مياه قناة السويس لتكون قادرة علي إشعال القناة وصنع موجة من اللهب تعيق عبور الجيش المصري.
صاحب فكرة خط بارليف
وصاحب فكرة خط بارليف كخط دفاعي ووقائي هو الجنرال والسياسي الإسرائيلي حاييم بارليف، وهو من مواليد فيينا وعاش في يوغوسلافيا قبل هجرته إلى الأراضي الفلسطينية في عام 1939، وكان بارليف هو قائد إحدى القوات الإسرائيلية في الفترة ما بين 1968 إلى 1970 في فترة حرب الاستنزاف ضد مصر والتي كانت تمهيدًا لحرب أكتوبر وانتصار مصر، فيما كان صاحب فكرة تحطيم خط بارليف هو اللواء المهندس باقي زكي.
اقتحام خط بارليف
بالرغم من كافة التدابير والاحتياطات التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنع عبور الجيش المصري بشكل دعا بعض القوى الدولية للتأكيد على أن اقتحام خط بارليف يحتاج لقنبلة ذرية، ورغم ذلك استطاع الجيش المصري اقتحام خط بارليف ودخول سيناء في أقل من ساعتين.
ونجحت القوات المصرية في اختراق خط بارليف اعتمادًا علي عدد من العناصر والأسلحة البسيطة وغير المتوقعة، بالإضافة لأهمية عنصر المفاجأة، فقد اعتمدت القوات المصريةعلي الماء كسلاح لهدم خط بارليف واقتحامه من خلال توجيه المياه للسد باستخدام مضخطات مياه بريطانية ألمانية، وتم من خلال هذه المضخطات هدم نحو ألف وخمسمائة متر مكعب من المياه في ساعتين فقط.
ونجحت القوات المصرية في إحداث واحد وثمانين ثغرة في خط بارليف لتفتح المجال أمام الجنود المصريين لعبور خط بارليف إلى سيناء لتحقيق النصر الكبير الذي انتهى بانسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من سيناء وتحريرها.