أصل الأمثال العربية القديمة الرائجة يعود معظمها إلى قصص حدثت بالفعل أو يرويها الأدب والتراث العربي، وسوف نتعرف اليوم على العديد من قصص الأمثال العربية القديمة.
أصل الأمثال العربية القديمة
مسمار جحا
“مسمار جحا” لا يقل شهرة عن شخصية جحا نفسها، وجحا شخصية هامة جدًا في التاريخ والتراث العربي، حيث أنه كان على الدوام اللسان المعبر عما يمر به الشعب، أما مسماره فيُضرب به المثل في اتخاذ الحجة الضعيفة للوصول إلى الهدف الذي يريده حتى ولو كان بالباطل، ويعود أصل مثل “مسمار جحا” إلى الرواية التي تقول أن جحا كان يملك دارًا، وأراد أن يبيعها ويستفيد من ثمنها دون أن يفرط فيها بشكل كامل، فاشترط على من اشتراها أن يترك له مسمارًا في أحد الحوائط داخل المنزل، ليوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث الذي وضع جحا من أجله ذلك الشرط، لكنه فوجئ بعد أيام قليلة بجحا يدخل عليه المنزل، وحين سأله عن سبب الزيارة أجاب جحا قائلًا: “جئت كي أطمئن على مسماري” فرحب به الرجل، وأجلسه وأطعمه.
زيارة جحا طالت وأصبح مالك الدار الرجل يعانى من الحرج من طول فترة مكوث جحا معه، لكنه فوجئ بعد فترة بما هو أكبر، حيث خلع جحا جبته وفرشها على الأرض واستعد للنوم، لينفد صبر صاحب البيت ومالكه، وسأله: “ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟” ليجيب جحا بكل هدوء: “سأنام في ظل المسمار الذي أملكه”، وتكرر الأمر كثيراً بعدها، حيث كان جحا يختار أوقات الوجبات ليشارك الرجل وأسرته في طعامهم، فلم يستطع صاحب المنزل الاستمرار على هذا الوضع وترك لجحا المنزل بما فيه وهرب، ليصبح “مسمار جحا” مثالًا شهيرًا يضرب لبداية الخراب.
قول جهيزة الذي قطع قول كل خطيب
مثل عربي يضرب للقول الذي يقوله شخص ويحسم به جدلًا ويريح العديد من المتناقشين و المتجادلين، حيث يقال “فلان أتى بقول جهيزة الذي قطع قول كل خطيب”، وقصة المثل تقول أنه كانت توجد جلسة للتفاوض بين أولياء مقتول وأولياء قاتله، الذين يحاولون إقناع أولياء الضحية بقبول الدية والانتهاء من الخصومة، ليشتد النقاش والجدال إلى أن دخلت جارية تدعى “جهيزة” إلى مجلس التفاوض لتخبرهم أن القاتل وصل إليه بعض أولياء المقتول وأجهزوا عليه، ليقول من في المجلس أن هذا هو قول جهيزة الذي قطع قول كل خطيب فعلاً، أي أنه أنهى الخلاف تمامًا وحسم الجدل، ومن هنا صارت الجملة مثلًا شعبيًا عربيًا شهيرًا.
على نفسها جنت براقش
براقش كانت كلبة مملوكة لقوم فقراء شبه معدومين، وكانت بها حشرة القرادة وثقيلة الظل ، وذات يوم هجمت على قوم بجوار قومها وأكلت طعامهم وزادهم ودجاجاته، وعندما لاحقوها اختبأت في منزل قومها، ليشكو القوم المتضررون الى أصحاب ومالكي براقش، مطالبين بدفع تعويض عما اقترفته كلبتهم، ولكن بسبب فقرهم وعدم امتلاكهم للمال الذي حكم عليهم به، قرروا الهرب من البلدة، ليلاحقهم القوم المتضررون من براقش، إلا أن قوم براقش اختبأوا في مكان بعيد عن الأنظار، ولكن براقش أبت إلا ان تفضح أمرهم بنباحها ليجدهم الآخرون ويجهزوا عليهم، لتنتشر مقولة “على نفسها براقش” للدلالة على من يأت بفعل يكون سببًا في هلاكه.