في ظل اهتمام موقع المصطبة بعرض مختلف أنواع الحكم والأمثال التي جاءت إلينا من الآباء والأجداد، نتعرف اليوم على مجموعة مميزة جداً من أمثال شعبية رائعة ودقيقة التعبير عن حال الكثير منا اليوم، وذلك لأن أمثال شعبية عديدة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت من منطلق تجارب واقعية وحقيقية، مما جعلها تنتشر على لسان العامة من الناس بل وترسخ في أذهانهم ليستخدموها عندما تتكرر حادثة أو موقف مشابه للموقف الذي قيلت فيه لأول مرة، وبعد مرور فترة من الوقت تصبح جزءا من التراث الأصيل ونتوارثه أبا عن جد.
أمثال شعبية دارجة
” اللي تكره وشه، بكرة تحتاج قفاه “
ويقصد بذلك المثل أنه هناك العديد من الأشخاص في حياة كل منا نكرههم ولا نحمل لهم أية مشاعر مودة، ولكن ما يجب علينا أن نعلمه جيداً هو أنه مهما كانت كمية الكره في قلوبنا لشخص ما، مما يجعلنا لا نبتسم في وجههم، فإنه يفضل ألا نشعرهم بذلك الكره؛ لأنه من الممكن جدا في أحد الأيام أن نحتاج إلى أحدهم في قضاء أمر ما، فيكون من السهل علينا أن نذهب إليهم ونطلب منهم ما نريد، وذلك أفضل من معاملتهم بشكل سيء باستمرار والحيرة والحرج عند الاحتياج إليهم في أحد الأيام.
” الرجل تدب مطرح ما تحب “
الإنسان بطبيعته يحب أن يذهب إلى الأماكن المحببة إلى قلبه والتي يشعر فيها براحة كبيرة، ولذلك فإنه من النادر أن ترى إنسان يرتاد مكاناً لا يحبه إلا إذا كان مضطرا لفعل ذلك، ولكن على الأغلب فإنه لن يتردد باستمرار إلا على ما يحب من الأماكن، مثل الحدائق وبيوت الأحبة والأقارب والأصدقاء المقربين.
” بنت الفارة حفارة “
ويطلق هذا المثل على من يكون شبيه بأبيه أو أمه في التصرفات، وهو أمر متعارف عليه عند الإنسان وكذلك عند الطيور والحيوانات؛ فيتقن كلا منهم ما يتقنه أباه أو ما تحسنه أمه، ومعنى المثل الحرفي هو أن الفأرة ماهرة في الحفر وتأتي ابنتها من بعدها لتصبح ماهرة في الحفر في الأرض مثل أمها.
” لاقيني ولا تغديني “
ويقصد بهذا المثل الشعبي أن الضيف يكون في حاجة إلى حسن استقباله واستضافته من قبل المضيف، على عكس من يقدم للضيف أشهي الأطعمة والمشروبات ولكن مع استقباله بوجه عبوس، ومعنى مصطلح ” لاقيني ” في المثل أي أحسن استضافتي.
” اصرف ما في الجيب، يأتيك ما في الغيب “
وهو مثل نسمعه كثيرا من الأشخاص الذين يحبون الانفاق بكثرة أو إسراف دون خشية الإفلاس، فيبررون إسرافهم بذلك المثل الذي لا أساس له من الصحة، والذي يقصد به أنه عندما تنفق كل ما في جيبك من أموال فإنك سوف تأتي إليك أموال أخرى لتقوم بإنفاقها أيضاً مثلما فعلت سابقاً، وهو أمر خاطيء جداً ويجب علينا ألا نستخدم ذلك المنطق في تصرفاتنا، بل نخصص جزءا من المال للادخار مع عدم الإسراف في الإنفاق.
” يطلع من نقرة، يقع في دحضيرة “
ويطلق ذلك المثل على من تكثر مشكلاته، ويصبح كلما وقع في مشكلة ما يحاول حلّها حتى يخرج منها، وعندما تنتهي تلك المشكلة يفاجأ بوجود مشكلة أكبر من سابقتها، وهكذا يستمر في الوقوع كل مرة في مشكلة أكبر من المشكلة التي تسبقها، فيقال عنه ذلك المثل.